الحمد لله على كل شيء، الحمد لله على السراء والضراء، وإذ فقدنا صاحب الابتسامة الدائمة، رجل المواقف الإنسانية، رمز الدولة السعودية، ورجل الدولة الذي لا تحصى مواقفه وأعماله، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران، فإننا بقلوب الأمة المؤمنة، والمسلمة بقدر الله وحكمته نحتسبه عند الله مع الصديقين الذين عاهدوا الله وما خلفوا.
سلطان بن عبدالعزيز له في قلوب كل السعوديين وكثير من العرب والمسلمين، مكاناً وحباً لما عرف عنه من إنسانية فياضة ومواقف لكثرتها غطت على أعماله وإنجازاته السياسية والرسمية.
سلطان بن عبدالعزيز الأمير الباسم الذي لا تغيب البسمة عن ميحاه حتى في أشد أوقات المرض الذي أصيب به في الأشهر الأخيرة، إلا أنه يخفي هذا الألم ويستقبلك وهو طلق المحيا مبتسم دائماً، فحتى وهو على فراش المرض، كان يتفقد المحتاجين، ويهرع من خلال من كلفهم بمتابعة احتياجات الناس جميعاً إلى تلبية طلباتهم سواء في مساعدتهم على العلاج أو في توفير السكن والمساعدة في إكمال الدراسة الجامعية.
سلطان بن عبدالعزيز، الأمير الإنسان الذي حجبت أعماله الإنسانية، إنجازاته السياسية والعملية الكبيرة، فهذا الأمير رجل الدولة الفذ وراء بناء وإقامة مؤسسة عسكرية حديثة يحسب لها ألف حساب، مكونة من أربعة أفرع للقوات المسلحة، برجال مدربين على أفضل مستويات التدريب ومزودين بأسلحة فائقة التقنية، وبهذا الإنجاز وغيره كان العضد الآمن لإخوانه ملوك المملكة العربية السعودية الكرام فيصل وخالد وفهد وعبدالله، فكان بمثابة المستشار والناصح الأول، وظل يقدم ويبذل الكثير لقادته من إخوته ولبلاده حتى وهو على سرير المرض.
رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز وغفر له وأدخله جناته، وألهم خادم الحرمين الشريفين والعائلة المالكة وإخوة وأبناء الفقيد الكبير، والأسرة السعودية كافة والأمة العربية والإسلامية، الصبر والسلوان بفقدان هذا الرمز الكبير الذي برحيله سنفتقد البسمة الدائمة والإطلالة الفرحة التي لا تغيب عن محياهها.
jaser@al-jazirah.com.sa