(فارفع لنفسك عند موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني)
كان لابد أن أبدأ بهذا البيت من الشعر، لما يحمله من صدق العبارة والمعنى، وهو أول ما خطر في ذاكرتي ليصف سيرة فقيد الوطن والمسلمين، الأمير سلطان بن عبد العزيز، في حياته وبعد مماته.
لقد كان رحمه الله في عمره الأول يبني لنفسه ذكرها عند الله والناس، وفي عمره الثاني بعد مماته مآثر وخصال يحتسبها عند الله من الباقيات الصالحات.
في عمره الأول (حياته)، لم تكن شخصية المسؤول الكبير في الدولة ووزير الدفاع طاغية على جوانب الخير فيه، بل صفة (الخير) هي الملازمة له، وهي التي عرف بها أينما حل وارتحل. كان يزرع الخير في كل مكان يحل به، ويرسم البسمة على محياه حتى وهو يعاني من مرضه الذي مات فيه، ويغرس بذور النفع المتعدي للآخرين في كل زيارة يقوم بها في أرجاء الوطن أو خارجه، كان كما قال عنه شقيقه سلمان بن عبد العزيز:
(مؤسسة خيرية تمشي على الأرض).
والعمر الثاني لسلطان بن عبد العزيز هو الذكر الطيب والسيرة العطرة التي رددها الكثيرون في وسائل الإعلام داخل المملكة وخارجها بعد أن علموا بوفاته رحمه الله، لقد كان الكثيرون من المسؤولين والمواطنين يذكرون مواقف الخير للراحل، ويحكون جوانب من سيرته الشخصية والوطنية والإسلامية والإنسانية التي عمت الآفاق، بل إن التقارير المصورة عن سيرته كانت تركز على جوانب الخير فيه، وتختم بالدعاء له، وهذا هو العمر الثاني للراحل الكبير سلطان بن عبد العزيز.
رحم الله سلطان بن عبد العزيز
ورفع درجته في عليين
جزاء ما قدم لوطنه وللمسلمين
الله اجعل ما قدم في دنياه ذخراً لآخرته
واحتسب أعماله ومآثره صدقة جارية له حتى يلقاك وأنت راض عنه.
اللهم آمين.
(*)أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام رئيس مركز الفكر العالمي عن السعودية
prof.msb@hotmail.com