العالم كله كان في الرياض للتعزية ولوداع الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز، صورة جامعة لمدى التقدير والمكانة المتميزة للمملكة العربية السعودية، ولقيمة وحب الراحل الكبير صاحب الصفات الحميدة المتعددة، رجل السلام والوساطات الحميدة الناجحة، ورجل الخير والإنسانية. عرب ومسلمون، وأجانب من كل الدول والجهات حرصوا على وداع الفقيد الكبير، وسوف يتواصل قدوم المعزين من القادة وكبار الشخصيات في تعبير جامع على حب الأمير الراحل الذي وضح مقدار غيابه على محي القادة الذين توافدوا إلى الرياض. الوداع المهيب الحزين، والإجماع الكبير من قبل الأسرة الدولية على المشاركة الوجدانية الصادقة مع الشعب السعودي تعكس الحياة المضيئة لشخصية الراحل الفقيد الذي اعتبر رحيله فقداناً شخصياً لكل من حضر الرياض وكل من أبرق وشارك السعوديين في مصابهم الجلل. إنسان يعكس الصورة النقية للإنسان الذي يختزن حب الجميع ويتمنى الخير للجميع، لا يتأخر عن فعل الخير ورسم الابتسامة على كل من يحتاج للمساعدة، الذين يعرفهم والذي لا يعرفهم. مئات الأرامل والثكالى واليتامى والمحتاجين وآلاف المحتاجين رفعوا أكفهم لطلب الرحمة والغفران للذين كانوا معهم في السراء والضراء. آلاف المساجد والمشافي والمنازل للمحتاجين زرعها سلطان الخير ليس في المملكة العربية السعودية وليس في البلدان العربية والإسلامية فحسب، بل في العديد في الدول الأفريقية والآسيوية. يعطي بيده اليمنى ولا تعرف يده اليسرى ما يبذل، وكان يقدم المساعدات التي تتعدى ملايين الريالات دون أن يعلم به أحد، إلا الذين يتسلمون تلك المساعدات، مع تأكيده على عدم إعلان الخبر الذي يظل محصوراً بين أصحاب العلاقة وضمن دائرة ضيقة. كان لا يسعى إلا لإرضاء خالقه، يبذل في السر والعلن، ويفرح كثيراً عندما يفرج كربة محتاج، ليس الأفراد فقط، بل كانت تقصده القبائل والدول، ولهذا فليس غريباً أن تتوافد كل هذه الشخصيات والوفود لوداع سلطان الخير، رجل الدولة ورجل المهمات الصعبة. ورغم أن أيام العزاء ستنتهي اليوم إلا أن القادمين إلى الرياض لن يتوقفوا، كما أن ذكرى الراحل الكبير لن تمحيها الأيام والسنين، ولن نغفل -إن شاء الله- من الدعاء له بالرحمة والغفران، وآخر دعوانا أن الحمد لله على ما أعطانا وعلى ما أخذ إلى جواره.