|
الجزيرة - متابعة - سعود الهذلي
اعتبر عدد من أصحاب السمو الأمراء رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- خسارة كبيرة، مؤكدين أن الأعمال الخيرية التي قام بها فقيد الأمة تخلد ذكراه بين الناس، وأشاروا إلى أن مشاعر الحزن والأسى التي تنتظم كل مواطن ومواطنة الذين لم يبخل عليهم الراحل يوماً بدعمه ومتابعته وتواضعه، ودعوا الله سبحانه جلت قدرته أن يتغمد فقيد الأمة بالرحمة ويسكنه فسيح جناته إنه هو السميع المجيب.
في البداية تقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية بخالص المواساة لخام الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رغم ظروفه الصحية إلا أنه أصر أن يكون في مقدمة المستقبلين لجثمان فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله - وأن يلهم الشعب السعودي الصبر والجلد في رحيل أحد القادة ورجال الدولة الأفذاذ.
وقال سموه الكريم إن الفقيد الراحل الأمير سلطان كان دائماً قريباً من الشعب فأحبه الصغار والكبار والرجال والنساء لخدماته الجليلة وجهوده من أجل بناء هذا الوطن والسهر لراحة ورفاهية شعبه، داعين الله سبحانه وتعالى أن يسكن الأمير سلطان فسيح جناته وأن يجزيه خير الجزاء لقاء ما قدم لوطنه ومواطنيه من جهد وعمل سيظل خالداً في ذاكرة الوطن، من جانبه وصف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله - بأنه رجل الدولة القوى الذي بنى جيشاً وطنياً قوياً مسلحاً بأحدث الأسلحة طوال الـ50 عاماً ظل خلالها قريباً من جنوده أبناء وطنه وسهر على حماية تراب هذا الوطن وراحة أبنائه من الجنود، وقال سموه الكريم أصبح لدينا الآن جيشاً قوياً يضاهي أقوى جيوش العالم واستطاع أن يدحر المتسللين في الحد الجنوبي ويردهم خائبين.
ويضيف سموه الكريم إن التاريخ لن ينسى ما قدمه الراحل فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبد العزيز لهذا الوطن والشعب من مشاريع كبرى طوال مسيرته كأحد أركان الحكم والقيادة الرشيدة، فضلاً عن مساهماته على الصعيد الإقليمي والعربي، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم الأسرة المالكة خالص الصبر والعزاء وأن يحفظ قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وينزل عليه شآبيب الصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا من كيد الأعداء.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - خسارة لا توازيها خسارة وحزن لا يدانيه حزن.. ولكن هذا قدر الله وقضاؤه وسنة الله في عباده ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى، مشيراً إلى أن الأمير سلطان سيفتقده الشعب وأبناء هذا الوطن ولا يمكن أن تنسى مواقفه وحرصه على استقرار ورخاء الوطن وجهوده على توحيد كلمة الأمة الإسلامية والعربية.
وأضاف سموه الكريم إن جهود سموه ومواقفه مع الفقراء والمحتاجين تجاوزت حدود الوطن ليشمل العديد من الدول العربية والإسلامية ويدخل إلى أصقاع إفريقيا وآسيا، والصومال في معسكرات النازحين واللاجئين في مطلع التسعينات، وامتدت جهوده الخيرية لتشمل تشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، إلى جانب دعمه لمسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو، حينما ساهم بجهد كبير في دعم البوسنيين بالغذاء والكساء والمأوى للمشردين وكفالة الأيتام وبناء المساجد وتعليم الأطفال الفقراء، إضافة إلى مكافحة العمى في دولة النيجر بغرب إفريقيا.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن سلطان بن عبدالعزيز إن يوم رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - يوم عصيب علينا سائلا الله جلت قدرته أن يسكنه فسيح جناته.
وبين سموه الكريم أن الأمير سلطان رحمة الله عليه يعتبر «مؤسسة خيرية شاملة « عشق أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين خاصة فئات الأرامل والأيتام وأصحاب الحاجات والمعوقين، وقد أنشأ مؤسسة عملاقة باسم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة، إلا أن عطاءه بيده كان يتجاوز كل حدود، خاصة أنه كان يقابل بنفسه ذوي الحاجات ويقف على أحوالهم.
وأشار سموه الكريم إلى أن مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية كانت إحدى أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، وتضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية، والمخبرية، والإشعاعية، وغرفاً للعمليات الكبرى والصغرى، ومركزاً للتأهيل الطبي. إضافة إلى مركز لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشاكل الصحية المعقدة، وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال سعودي.
وفي ختام حديثه توجه بالدعاء إلى الله أن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته.