الله أكبر الملك يومئذ لله والحمد لله الذي كتب الفناء على العباد وهو الحي الدائم الذي لا يموت وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وسبحان من خلق الحياة والموت ليبلو عباده ويختبرهم أيهم أحسن عملا وسبحان من قال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، والبقاء لله العلي القدير وها نحن أسر وقبائل وأمم نعيش في بيوتنا في مدننا في أوطاننا أب وأم وأبناء وبنات وفجأة تجد أحدنا يأتيه أجله بلا إنذار أو مقدمات وكأنه لم يكن وبالأمس كان بين أيدينا أمام أعيننا ابن الوطن المحبوب أميرنا الغالي الأمير سلطان بن عبدالعزيز واليوم أصبح ضمن عالم غير عالمنا فقد رحل عنا وعن دنيانا حينما اختاره ربنا الكريم إلى جواره فإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ألهم أهله وبنيه وبناته وإخوانه وأخواته وأبناء وطنه وبناته الصبر والسلوان رحمك الله يا ابن عبدالعزيز رحمة واسعة سائلين الله أن يجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لقد فقدناك يا سلطان نحن أبناؤك أبناء الوطن ولقد فقدتك الأسرة الكريمة وفقدك أخوتك رجال الجيش فقدتك الأمة العربية والإسلامية بل فقدتك الدول الصديقة لقد فقدناك وبفقدنا لك فقدنا رجلاً بمنزلة الأب الحنون والأخ العضيد والابن البار وإنا ولله على فراقك لمحزونون، والكل منا يعيش لوعة الفراق ولكن الذي يطمئننا أنك تركت لنا أموراً كثيرة تجبرنا ألا ننساك وكأنك أمامنا نراك ونتحدث معك ونسمع منك وتنصت إلينا بكل أحاسيسك تركت لنا أفعالك الحميدة التي لا تنسى وأقوالك الحكيمة النابضة بالحب للجميع والولاء للوطن فاهتمامك بالعلم أوجد كراسي البحث العلمي في جامعات المملكة ورسخت الجذور المتينة لحماية البيئة وأبحاثها وفيما يتعلق بالمياه والصحراء تبنيت جائزة عالمية لأبحاث المياه وجائزة لحفظ كتاب الله الكريم بل جعلت الإعاقة في أول اهتماماتك فأنشأت مؤسسة الأمير سلطان الخيرية وغيرها كثير وكثير والذي يريحنا ويخفف مصابنا ويهون حزننا أننا وكأن لسان حالنا يقول إن الله يحبك لأننا كلنا نحبك والله سبحانه إذا أحب عبداً حبب إليه الناس فنعم الرجل أنت وأنعم بك من إنسان عظيم في مقامك عظيم في أفعالك وأقوالك متواضع ومن تواضع لله رفعه فما حبك لرأس المريض إلا بصمة إجلال على جبين من يخدم وطنه ويفديه بروحه ودمه حسن الخلق ولقد قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً كثير العطايا والصدقات جعلك المولى ممن سيستل بظل صدقته يوم لا ظل إلا ظله لقد وصفوك بسلطان الخير وصفوك بصاحب اليد الندية وصفوك برحابة الصدر وطلاقة الوجه صاحب ابتسامة عريضة تجبر الآخرين على حبك، فاللهم ارفع منزلته واروه من حوض نبيك الكريم واسكنه أعالي الجنان يا رب العالمين إنك مجيب الدعوات وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبدالله.