العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله فإنا لله وإنا إليه راجعون.. تلك هي سنة الله في خلقه فليس لنا من الأمر شيء، بل لله الأمر من قبل ومن بعد، فهو قضاء الله وقدره.. رحل سلطان بن عبدالعزيز بجسده وبقي حبه وذكره في قلوب الناس.. رحل فحصد زرعه وبقي الكثير والكثير من الزرع في أيدي وقلوب الأمة. كم من داع يدعو وسيظل يدعو لرجل الخير، رجل العطاء، رجل الكرم، رجل الرحمة والشفقة.. كم وكم من فعل خير زرعه والزرع يؤتي أكله كل حين.. كم من ملايين القلوب التي حزنت على فراق سلطان الخير فأخذت تدعو له بالرحمة والمغفرة. كم من نفس ستظل تدعو له.. هي أمم وليست أنفساً تعد ليس في السعودية ولا الخليج العربي ولا الأمة العربية والإسلامية فقط، بل هناك ما هو أشمل.
نعم ترك الدنيا سلطان بن عبدالعزيز وبقي حبه في قلوب الأمة وذكره العطر في أنحاء العالم أجمع.. رحل صاحب القلب الرقيق.. رحل صاحب قضاء الحاجة.. رحل صاحب الابتسامة.. رحل من خلقه التواضع.. رحل الرجل الذي لا يرد قاصده.. رحل في جسده وبقيت له أفعال الخير التي قدمها.. الأفعال التي شملت القاصي والداني.. الأفعال التي قدمها ابتغاء وجه الله تعالى ذلك الاستثمار الحقيقي الذي يجده صاحبه عند قدومه لآخرته.. سلطان بن عبدالعزيز الذي عرفته الأمة بالرحمة واللين من غير ضعف، الذي مسح دمعة اليتيم، وكفى البائس، ووقف مع العاجز، وفدى الرقاب، ونشر العلم ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.. رحل سلطان بن عبدالعزيز بجسده وبقي بحبه وفعله الخير، والله سبحانه لا يخلف وعده {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً...}.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم المتعالي في ملكه، الرحمن الرحيم بخلقه، أن يثبت سلطان بن عبدالعزيز على القول الثابت وأن يغفر له ويرحمه ويجزيه خير الجزاء وأن يتقبل منه ما قدم من خير ويجعله له ذخراً وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلحقه بالصالحين وحسن أولئك رفيقاً وأن يحسن عزاء خادم الحرمين وعزاء الأمة فيه والحمد لله على قضائه وقدره وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محمد بن عبدالرحمن بن محمد الفراج