تدفق مئات الآلاف من المواطنين السعوديين من بعد عصر أمس على قصر الحكم في العاصمة الرياض، لتقديم البيعة الشرعية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد.
والبيعة واجبٌ شرعي يحرص على تأديته السعوديون جميعاً، وكان إقبالهم وتوجههم إلى قصر الحكم في الرياض أمس واستقبال أمراء المناطق اليوم لتلقي البيعة لسمو ولي العهد نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تأكيداً على تمسك السعوديين لهذا الواجب الشرعي، وتأكيداً آخر على ترحيب شعبي كبير على حسن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرجل يحظى بحب وتقدير واحترام الشعب السعودي، الذي يرى في نايف بن عبدالعزيز رجل المرحلة الراهنة، لِمَا يتمتع به من حكمة وبُعد نظر سياسي وإداري ونظامي، ولِمَا عُرف عنه حرصه الشديد على أمن الوطن والمواطن واستقرار البلد ووحدته.
ونظام البيعة الذي يتمسَّك به السعوديون من خلال التزامهم بالشريعة الإسلامية نهجاً وحكماً وأسلوباً للحياة، تعبيرٌ صادقٌ وعمليٌّ على شرعية الحُكم ومشاركة للمسؤولية بين الحاكم والمواطن. فالمواطنون الذين قدِموا أمس في الرياض واليوم في باقي محافظات ومدن المملكة يبايعون ولي العهد ليكون عضداً وساعداً أميناً لولي الأمر وقائد الأمة والبلاد، مبايعته على سنّة الله ورسوله محمِّلينه مسؤولية مشاركة الحكم بشريعة الله وحسب سنة رسوله الكريم، وهي مسؤولية كبيرة لا يعلم تبعاتها إلا من أخذ بها وعمل بموجبها. والحمد لله تُعدُّ المملكة العربية السعودية البلد الإسلامي الذي يتمسك بها ويعمل بها قادتها وشعبها، وهي في معناها وممارستها وما تفرضه من التزامات على الحاكم والمحكوم تتجاوز في أهميتها الأساليب التي تأخذ بها بعض الدول في اللجوء إلى صناديق الاقتراع. فالبيعة تصديق شرعي والتزام بها وإلزام لمن قدمت له البيعة، وهو ما يتعدى مرحلة الاقتراع التي تنتهي بعد انتهاء مراحلها، أما البيعة فهي في عنق من أعطيت له، ومن قدمها، التزام بأن يخاف الله من بُويع في خلقه من بايعوه، وأن يلتزم بشرع الله، والبيعة في عنق من منحها للحاكم طالما ظلَّ ملتزماً بشرع الله، فعليه أن يطيع ولي الأمر -بعد الله- وأن يخلص له وللأمة والوطن.