|
قدر الله وماشاء فعل وكل شيء عنده بحسبان، والحمدلله على خيره وشره الذي لا يحمد على مكروه سواه، فلكل أجل حساب وكل نفس ذائقة الموت ولا راد لقضاء الله، ولكن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا كما قال الله تعالى: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
فالمصاب لا شك جلل والحزن يعتصر القلوب ويدمي المشاعر فالذي فقدناه بالأمس لم يكن شخصاً عادياً من عامة الناس وإنما كان رجلاً كريماً أشهر من نار على علم بل كان كالشمس في رابعة النهار، فلقد كان الأخ للكبير والأب للصغير والصديق للجميع، لقد كان أباً رحيماً قبل أن يكون أميراً وو لي عهد، كان وجهه المشرق كالبدر بابتسامته العريضة وبشاشته التي جعلته يخترق القلوب بلا استئذان، ويستأثر على حب كائن من كان، بعد أن اتفق الجميع على حبه وتربى على محبته ها هو اليوم يبكي سلطان القلوب ويفتقد الحب والحنان، ها هي جموع المصلين والمشيعين تذرف دموعاً على فراقه وتعتصر القلوب على وداعه فالألم في فقدك ياسلطان يامنبع الخير والبذل والعطاء والإحسان ألم يصعب علاجه ودم صعب يندمل جراحه.
يا من تركت خلفك ذكراً جميلاً وتاريخاً حافلاً بأيادٍ بيضاء امتدت لتحتضن الجميع فتواسي المريض وتمسح دمعة اليتيم وتعف الأرملة عن المذلة وتخفف من ألم المحتاجين لا نستغرب أبداً أن تبكيك الجموع ياسلطان ولا أن تشكي الفراق والأحزان، فسلطان الخير ودعنا بكل أسى إلى مثواه الأخير.. وسلطان الخير فارقنا إلى رب رحيم.. وسلطان الخير سيبقى إلى الأبد في ذاكرة الأجيال كرمز من رموز البذل والعطاء.. في هذا الوطن المعطاء.
محرر جريدة الجزيرة بطريف وعضو نادي منطقة الحدود الشمالية الأدبي