خيمت على أجواء الوطن لحظات من الصمت الرهيب، وكأن العالم توقف حزناً لنبأ وفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
مليكنا ووالدنا عبدالله أحسن الله عزاءك وأعظم مثوبتك في فقيد الوطن والأمتين الإسلامية والعربية, عضدك الأيمن, وولي عهدك الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأسال الله لكم الصبر والسلوان، وعزائي موصول لكافة أصحاب السمو الملكي والأسرة المالكة والشعب السعودي أجمع داعية العلي القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
المصاب جلل ولكن حسبنا أن نكون ممن قال فيهم جل في علاه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} إنا لله وإنا إليه راجعون, لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.
وعزاؤنا الوحيد في مصابنا أننا نحسبه والله حسبه ممن نال محبة الله في أرضه، قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: (إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه ثم يوضع له القبول في الأرض) فبإذن الله أنه نال هذه المرتبة الشريفة التي لا تعادلها مرتبة فالطفل والشاب والمسن يحمل في قلبه مشاعر صادقة مليئة بالحب لسموه هذا الشعور الصادق الذي نتج عن شخصيته المميزة والتي يصعب تكرارها.
سلطان الخير.... ستظل باق في قلوبنا وعقولنا. فبصمة خيرك طبعت في كل مكان حللت فيه أو أقمت وأياديك البيضاء غمرت بعطائها القاصي والداني حتى أصبحت مضرب المثل في حب الخير والعطاء، وسحابة خير أمطرت على كل مكان حلت به.
ختاماً نتوجه إلى العلي القدير وندعو لفقيدنا بالرحمة والمغفرة سائلين العلي القدير أن يجعله من أولئك الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهو عليه رحمة الله سخي اليد كريم العطايا ولطالما سعى إلى البذل والعطاء والوقوف مع كل محتاج، اللهم استقبله مبتسماً كما رسم البسمة على كثير من الوجوه،,, اللهم كما كان عونا للمسلمين في العلاج فكن عونا له يوم العبور على الصراط،,, اللهم إنه لم يكن يرد المحتاج فلا ترده وهو محتاج إليك,,, اللهم بما تعلم من خير قدمه بيمينه ولم تعلم يساره به فقدم له الدرجات العلا من الجنة بلا حساب. اللهم واجبر مصاب الأمة الإسلامية والعربية على فقدان غاليها واجعل كل ما قدمه من خير وبر في ميزان حسناته.
د. عبد الرحمن العبد القادر