عندما يموت الفرد تبكيه أُسرته، وعندما يموت المميّزون ممّن حباهم الله خصوصية ما تبكيهم أُسرهم وجمهور تميزهم، غير أنه من النوادر بكاء كل الأُسر وكل الجماهير عند ترجُّل رجل واحد، ولا يكون ذلك إلاّ لقامة حباها الله صفات عدّة، فانعكس ريعها على من شاء الله أن يشمله خراجها، وهكذا كانت شمائل «سلطان الخير» الذي تبكيه القيادة والسياسة، والإدارة والريادة، والنبل والابتسامة، والمدفع والدبابة، والطيران وطيور الفطرة، والوجهاء والفقراء، والأصحاء والمرضى، وطلاّب العلم والمعلمون، وجمعيات الخير والإعاقة، والأيتام ومَن لم يستطع الباءة، والأرامل وروّاد البحث، والمبتعثون في الداخل والخارج، وأبناء هذه البلاد وخلافها، فقد كان المصاب جللاً، يتجرّع مرارته هذا الوطن بأسره، ولا يملك المحبون إلاّ الدعاء له بحسن الثواب والفردوس الأعلى من الجنة، وهذا عزاؤنا الذي لا ينقطع خاصة وأنّ أعماله الخيرية في تواصل وذكراه العطرة لا تغيب، ومعها الدعاء السلسبيل، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون.
شبيلي بن مجدوع آل مجدوع القرني - عضو مجلس الشورى