|
بقلوب تعتصر من الحزن نودِّع فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. كيف لا نحزن على فراق سلطان الخير صاحب الأيدي البيضاء والحضور الفعال والمواقف الإنسانية في الداخل والخارج في شتى المجالات من الصحة والثقافة، وصاحب الدور المشهود بوضع سياسات التعليم من أجل الوصول بهذا الوطن إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً ونمواً؟ ومن منا لا يعرف صاحب الدور الرائد والمشوار الطويل في بناء الجيش السعودي درع الوطن؟ وكان المرحوم - بإذن الله - في الصفوف الأولى للدفاع عن الحق والعدل لأمتيه العربية والإسلامية.
كان سلطان الخير نهراً متدفقاً من العطاء والحب للصغير والكبير في هذا الوطن، وقد خص سموه المرضى والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، ووفر لهم العلاج الطبي والإخلاء الطبي إلى المراكز والمستشفيات والمراكز الطبية داخل المملكة وخارجها، وأنشأ أكبر مدينة طبية تأهيلية في العالم.
وسيُسجِّل التاريخ بحروف من ذهب البصمات الرائدة لسلطان الخير في مجال التعليم العالي وفي دعمه العلم والعلماء داخل الوطن وفي دول مجلس التعاون والدول الإسلامية والشقيقة، وقد تسابقت الجامعات العالمية في منح سموه شهادات الدكتوراه الفخرية.
كما شرف سموه العديد من الجمعيات العلمية برئاسته الفخرية، وتبنى برعاية كريمة من سموه العديد من الكراسي البحثية في عدد من جامعات المملكة ودول الخليج وجامعات عالمية لكثير في مجالات الدراسات الإسلامية والعربية والبيئية والمياه والاتصالات وتقنية المعلومات والحياة الفطرية وأبحاث الطاقة.
بالأصالة عن نفسي وأسرة كلية العلوم الطبية بجامعة الجوف، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى فقيد الأمة سلطان الخير صاحب الدور المشهود في المجال الإنساني وأعمال الخير، ونرفع أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وجميع أبناء الأسرة المالكة والشعب السعودي. رحم الله الفقيد بواسع رحمته، وأدخله فسيح جناته، وجزاه عنا خير الجزاء.
د. مشرف بن عوض الرويلي
عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية