|
في يوم من أيام الوطن وبالتحديد يوم الثلاثاء 27-11-1432هـ الوطن بل العالم أجمع يودع سلطان الجود والعطاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي انتقل إلى رحمة الله خارج الوطن حيث كان يتلقى العلاج.
- وكان في مقدمة مستقبلي جثمانه أخوه خادم الحرمين الشريفين - عبدالله بن عبدالعزيز -مد الله في عمره وألبسه الله أثواب الصحة والعافية- وذلك رغم ظروفه الصحية التي يمر بها، ندعو الله أن يديم على ولاة أمرنا الألفة والمودة وأن يجمع شملهم ويوحد صفهم، إنه سميع مجيب الدعاء.
- وكان خادم الحرمين -يحفظه الله- في مقدمة المصلين على جسده الطاهر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في وسط مدينة الرياض وعدد كثير من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأصحاب السماحة والفضيلة العلماء وقرابة مائة من قادة العالم العربية والإسلامية والصديقة الذين حضروا لتشييع جثمانه الطاهر، إلى أول منازل الآخرة. وجمع غفير من أبناء الوطن الذين أحبوا سلطان الخير والجود وقبل ذلك أحبوا والده المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والقادة الذين قضوا نحبهم سعود وفيصل وخالد وفهد غفر الله لهم وأسكنهم فسيح جناته.
- غيّب الموت سلطان الجود والعطاء، سلطان الخير ذلك الرجل الفذ في منظومة أبناء المؤسس، غيّبه الموت وهو حق على كل حي وتلك سنة الله في الأحياء ولن تجد لسنة الله تحويلا غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
- مضى سلطان بن عبدالعزيز ملبياً نداء ربه وخلف حباً لا يدانيه حب ولا يماثله والدلالة واضحة وشاهدة تمثل ذلك في حزن عميق شمل أبناء الشعب السعودي عن بكرة أبيه الصغير والكبير الذكر والأنثى الجميع يدعو له ويرجو له سُكن الجنان كيف لا وهو صاحب الأيادي البيضاء على الجميع.
- غاب عنا سلطان الجود ولكن أعماله وعطاءه هنا وهناك يذكرنا به.
- الوطن يودع سلطان الجود وتبقى مآثره الخيرة وأفعاله الكريمة وبصماته تدعونا دائماً وأبداً إلى تذكره كأنه قائم بيننا لن ننساه أبداً؛ فأبناء هذا الوطن أوفياء منذ قيام هذا الكيان وسيبقون كذلك إلى قيام الساعة، لأن اللحمة بين الراعي والرعية في هذا الوطن متميزة وقائمة على أسس راسخة رسوخ الجبال الشامخات.
- الوطن يودع سلطان الجود والعطاء لأنه يحب الخير ويبذل له في كل اتجاه فهو كما وصفه بذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض بأنه أشبه بجمعية للبر متنقلة وكذلك كان سلطان بن عبدالعزيز كوصف الأمير له بذلك إنما الدلائل والبراهين عليه ساطعة، فالكل يتحدث عن مآثره الخيرية ومهما طال الحديث وكتبت الأقلام فلن نوفيه حقه غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
- الوطن يودع سلطان الإنسان صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه بل أصبحت سمة له حتى كانت بابا على مصراعيه لوصول كل محتاج وذي فاقة وعوز إلى أن يجد عنده ما يسد به حاجته وفاقته ويقضي على عوزه، وتلك البشاشة التي تعلو وجهه قال عنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة إنها موروث المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز آل سعود - غفر الله له - فسلطان الإنسان إنما هو في ذلك ينهج نهج والده عبدالعزيز آل سعود. وحقا إنه كان كذلك فتاريخ المؤسس يؤكد قربه من أبناء شعبه وتلمسه لحاجاتهم وقضائها لهم رغم الظروف التي كانت تمر بها مرحلة التأسيس لهذا الكيان فسلطان الإنسان كان يستحضر ذلك ويجعله واقعا ملموسا أمام أبناء الوطن.
- الوطن يودع سلطان الجود والخير والعالم كذلك يودعه ويشاطر الوطن العزاء بفقده لأن أياديه البيضاء المعطاء امتدت بالخير والعطاء لذلك العالم عربيا وإسلاميا وصديقا ولا أدل على هذا توافد القادة والزعماء وعدد من الساسة على العاصمة الرياض معزين ومواسين بوفاة أحد قادة الوطن.
- الوطن يودع سلطان الخير والجود وهو يتذكره في مواقفه النبيلة تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية حيث كان يحمل عدداً من الملفات المهمة التي كان يديرها بكل جدارة وبما أوتي من حكمة وحنكة كيف لا وهو شبل عبدالعزيز آل سعود ذلك القائد الفذ والذي اعتبره المؤرخون بأنه حالة فريدة لما أوتي من حسن تصرف وقدرة فائقة على معالجة كافة القضايا التي كانت في الساحة آنذاك مما أكسبه تقدير القادة آنذاك وجعل للمملكة مكانة تليق بها بين دول العالم.
- فسلطان رجل السياسة وأحد قادة الوطن تتلمذ وترعرع في تلك المدرسة العامرة بل الجامعة التي وضع نظامها وأرسى قواعدها عبدالعزيز آل سعود فكيف لا يكون سلطان - رحمه الله - ذلك القائد المحنك فقد عمل عدداً من الملفات الساخنة وكان عضداً ومساعداً قوياً وأمينا لأخيه خادم الحرمين الشريفين - مد الله في عمره- وقبل ذلك لقادة الوطن ممن قضوا نحبهم الملك سعود وفيصل وخالد وفهد.
- الوطن يودع سلطان الوزير وزيراً للدفاع والطيران، ومفتشاً لأفرع القوات المسلحة والتي قادها لأكثر من خمسين عاما فوصلت قواتنا الباسلة تحت قيادته وبإشرافه المباشر إلى ما وصلت إليه من مكانة تليق بها كقوة ضاربة لحماية المقدسات ومنجزات الوطن الذي يفتخر بها.
- الوطن يودع سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - ولكن ذكراه ستبقى في قلوب الجميع تتذكره كلما مر علينا اسمه وشاهدنا رسمة وعلمنا مآثره التي أصبحت علامة واضحة له وما أكثرها داخل الوطن وخارجه.
- رحل سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يجعل ما قدم في ميزان حياته وذخراً له وزاداً له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وكذلك نحسبه والله حسيبه.
- رحلت يا سلطان عن الدنيا الفانية وهذه سنة الله في كل حي ولكنك تقيم في قلوب كل محبيك وما أكثرهم فهنيئاً لك ثم هنيئاً هذه المكانة التي حزتها بين أبناء الوطن وسواهم من أبناء العالم العربي والإسلامي بل العالم أجمع لأنك كنت عالمياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
- فنم قرير العين حيث يشاء جل وعلا، وابشر بالأجر العظيم والثواب الجزيل إن شاء الله. جمعنا الله بك في مقر رحمته.
محمد بن سكيت النويصر