توقف يا زمانُ وخُذ دَواتي
وحدِّث عن أميرِ المَكرُماتِ
وقد فُجِعَ الأنامُ صباحَ سبتٍ
بفقدِكَ فاستفاقوا من سُباتِ
ترَجَّلَ فارسٌ عَطِرُ السّجايا
ولكنّ المكارمَ ماضياتِ
أميرٌ أذْهلَ الكونَ عُلاهُ
وأشرَقَ حبُهُ في كلِّ ذاتِ
كريمٌ كالسحابِ إذا أهَلَّت
جوادٌ فاقَ هَطْلَ الهاطِلاتِ
كريمٌ وابنُ أقوامٍ كرامٍ
بُناةُ المجدِ هُم خيرُ البُناةِ
حكيمٌ ثابتُ الخُطُواتِ يمضي
بعزمٍ كالجبالِ الراسياتِ
رحيمٌ بالأراملِ واليتامى
فكم ألقى لهم طوقَ النجاةِ
بشوشٌ ثَغرُهُ كالنّورِ يَضْوي
تُضاءُ به أساريرُ الحياةِ
حباكَ الله حُبَّ الخيرِ فضلا
فأغرَقتَ البريَّة بالهِباتِ
أفَضْتَ على الوَرَى جودا وفضلا
فسابَقتَ الجِياد العادياتِ
وأخْجلْتَ الكرامَ أيا كريماً
يَجُودُ وليس يَخشى النائباتِ
رحلتَ ولكِنِ الأفضالُ تَبقَى
بأفئِدةٍ لحبِّك وافيَاتِ
فكم رُفِعَت لك الدَّعَواتُ تترى
بجُنحِ اللّيلِ أو عَقِبَ الصَّلاةِ
ولو أنّي استطعتُ له فداءً
لكانت تلكَ إحدى أمنياتي
ولكنْ من عليها سوف يَفنَى
ويَبقَى ذِكرُهُ عَقِبَ الوَفاةِ
فيا ربَّ البريَّة جُد عليه
وأسْكِنه الجِنانَ الخالداتِ
وأفْسِح قبرَه ولْتَرضَ عنه
فذاكَ الشَّهمُ إحدى المُعجزاتِ
وَصلَى الله ما فَجرٌ توارَى
على خيرِ البريّة والهُداةِ
شعر: سليمان بن عبدالرحمن بن خالد الغميز