الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي اختاره خادم الحرمين الشريفين ليكون وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية، وهو الذي منذ أكثر من 35 عامًا يتولى حقيبة وزارة الداخلية ليقود من خلالها أمن البلاد واستقراره، أثبت مقدرته وتفانيه.
ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية قبل عدة سنوات كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن، والتي تصدت لها وزارته بحزم وإستراتيجية حققت نجاحاً كبيراً.
بل إن التعامل السعودي مع الإرهاب ودحره وتفكيكه دعا الأمم المتحدة وعدد من الدول مراراً إلى البحث في الاستفادة من التجربة؛ فالسعودية هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي فككت بالفعل شبكات محلية لتنظيم القاعدة الإرهابي وخلاياه الضالة، فيما تسير محاكماتهم ومحاكمات المتورطين بشكل منظم.
من جانب آخر وفي أهم تجمع بشري وموسم إسلامي سنوي، حيث فريضة الحج التي تتجه إليها أنظار العالم صوب المشاعر المقدسة، يعتبر الأمير نايف قائد الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، التي تشرف وتتابع وتنفذ أكبر عملية تفويج واستضافة معقدة لملايين من الناس تتجمع في زمن ومكان محددين، وفي كل عام تحقق نجاحاً إضافياً ملفتاً.
من أبرز الأمور التي تميز سموه نايف إجماع البشر على حبه وهذا أمر مستغرب طبعاً إذا قسناه بالحال في مختلف دول العالم التي لا يكون فيها وزير الداخلية محبوباً بحكم طبيعة عمله القاسية التي تقوم على حفظ الأمن وفرض النظام، إلا أن سموه وبالرغم من كل ذلك قد كسب محبة الناس بمختلف طبقاتهم وهذا أمر يدل على صلاح وتقوى هذا الرجل، فالله سبحانه وتعالى إذا أحب رجلاً طرح محبته في قلوب الناس الذين يرون فيه القائد الفذ الذي يتمتع بشخصية قيادية فذة تتسم بالهدوء والحكمة والروية في معالجة الأمور على المستوى العملي، أما على الصعيد الشخصي فيتميز الأمير بحبه للخير ومساعدة الناس وقضاء حوائجهم وبتواضعه الجم، فعلى الرغم من مشاغله الكثيرة والمتنوعة إلا أنه يقتطع من وقته الثمين للنظر في معاملات المواطنين وطلباتهم ويناقشهم فيها، ويبت فيها شخصياً، وهو الرجل الذي تتوافر فيه جميع الصفات العربية الأصيلة من الكرم والجود والشهامة والمروءة والنخوة وهذا هو سبب ارتباط سموه بالصحراء التي يقضي فيها إجازته السنوية ليمارس هواية القنص حتى إنه اشتهر بلقب (سيد صقاري الجزيرة)، فيملك سموه أفضل أنواع الصقور إلى جانب عدد من الخيل والإبل العربية الأصيلة، فحق لنا أيها العرب والمسلمون أن نفخر بهذه الشخصية الاستثنائية.