لقي قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باختيار أخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ترحيباً كبيراً في داخل المملكة وخارجها، وذلك بسبب السمات الحميدة التي يتمتع بها سموه ذلك أن هذا الاختيار لم يأت من فراغ بل من خلفية عملية وتاريخية لسموه فالأمير نايف شارك في العمل العام منذ بداية شبابه حيث كان وكيلاً لإمارة منطقة الرياض ثم أميراً لها ثم نائباً لوزير الداخلية ثم وزيراً للدولة للشئون الداخلية ثم وزيراً للداخلية التي كُلف بها منذ سنة 1395هـ حيث مكنه هذا المنصب من الإحاطة بالوضع الداخلي اجتماعياً وأمنياً وثقافياً وفي سنة 1431هـ كُلف بمهمة أشمل وهي منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حيث أنه بحكم هذا المنصب الجديد تمكن سموه من رئاسة جلسات مجلس الوزراء في حالة غياب الملك أو ولي العهد كما مكنه هذا المنصب من الإحاطة بسائر أعمال الدولة.
لقد جاء اختيار سمو الأمير نايف لمنصب ولي العهد بهذه السلاسة ليرد على المرجفين في الخارج الذين كانوا يرون وجود صعوبة في اختيار ولي للعهد بعد الأمير سلطان رحمه الله. حيث فشل رهانهم بهذا الاختيار السريع الذي يدل على جهلهم بطبيعة الحكم السعودي وتماسك أفراد الأسرة المالكة الكريمة.
كان لسمو الأمير نايف بالإضافة للمناصب السابقة التي تولاها دور كبير في الحياة العامة بالمملكة فقد كان رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام والذي كان يرسم السياسة الإعلامية للمملكة، كما كان رئيساً لمجلس القوى العاملة والذي كان يخطط لسعودة الوظائف، كما أن سموه نائباً لرئيس اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري التي تعنى بدراسة أجهزة الدولة وأنظمتها ووظائفها كما أن سموه رئيساً لجامعة الأمير نايف الأمنية حيث حملت هذه الجامعة اسمه الكريم تقديراً له من وزراء الداخلية العرب التي أنشئت هذه الجامعة بقرار من مجلس وزراء الداخلية العرب، كما أن سموه قد استحدث جائزة باسم جائزة الأمير نايف للسنة النبوية وهو دليل على تعلق سموه بديننا الحنيف، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باعتبار أن القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأساسيان للتشريع الإسلامي.
يتميز سمو الأمير نايف بالعديد من الخصال الكريمة التي يتطلب الأمر توفرها فيمن يشغل منصباً عاماً رفيعاً كمنصب ولي العهد ومنها ما يلي:
- اتسام سموه بالحُلم وسعة البال وهي صفة لازمة لمن يمارس العمل السياسي فالسياسة فن تتطلب لممارستها الحكمة والتأني والتأمل قبل الإقدام على اتخاذ القرارات التي قد يكون بعضاً منها مصيرياً.
- اتسام سموه بالشفافية والصراحة في أحاديثه وآرائه وترحيبه بالاستماع لآراء الآخرين.
- اعتزاز سموه بالشعب السعودي وأن النفر القليل من هذا الشعب الذي كان يحمل أفكاراً غريبة ومتطرفة ويمارس الإرهاب بموجب هذه الأفكار لا يؤثر على غالبية الشعب السعودي الذي يتصف بالوسطية في الدين الحنيف.
- تأكيد سموه بعدم الالتفات لما يُثار ضد بلادنا من قنوات وصحف ومن افتراءات وأكاذيب وذلك لأننا حكومة وشعباً واثقون من تماسك وحدتنا الوطنية.
- تقدير سموه لرجال الأمن الذين استشهدوا أو أصيبوا في حوادث الإرهاب حيث أن سموه أو سمو نائبه أو مساعده يقومون شخصياً بزيارة أسر الشهداء ومواساتهم كما يتم تخصيص مبالغ مالية كبيرة لهذه الأسر لتعويضهم عما فقدوه من هؤلاء الشهداء أو المصابين.
asunaidi@mcs.gov.sa