|
يقول المولى سبحانه {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
اللهم اغفر وارحم عبدك سلطان بن عبد العزيز واجبر مصابنا فيه.
الفقد كبير والمصاب جلل لكننا تقبلنا أمر الله وخضعنا لإرادته فالحمد لله أولاً وأخيراً.
كان لخبر وفاة صاحب الأكف الندية والابتسامة الدائمة من أصعب وأوجع الأنباء فبكته العيون وضاقت له النفوس وحزنت عليه القلوب وظهر على كثيرين هول الصدمة وعظم الفاجعة ورفعت الأكف إلى الباري بالدعاء لسلطان الخير بأن يكرم المولى مثواه ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. وأن يجزيه خير ما جزى حسنا على إحسانه وعلى ما بذله لأمته العربية والإسلامية من دعم ومساندة وما قدمه لإخوانه مساعدات ومواساة وعلاج وغيره الكثير الذي لا يحصيه إلا الله سبحانه ولا شك أننا فقدنا رجل خير وإحسان ومبادرات خيرية لا تحصى وصاحب الوجه الطلق والابتسامة المشرقة والخلق الرفيع والكرم والسخاء وصاحب الرأي السديد.
أحبه عليه رحمة الله الكبير والصغير والغني والفقير والرئيس والمرؤوس ووقف له تقديرا واحتراما العدو قبل الصديق.
إنك بقدر ما أنت فيه من هول الفاجعة وعظم المصاب بفقده رحمه الله إلا أنك تستبشر بل تغبطه على ما حاز من منزلة في القلوب فلا ترى هذه الأيام إلا باكيا وحزينا وداعيا له بالمغفرة والرحمة والدرجات العلا من الجنة ولا تكاد تجلس في مجلس إلا وقد ملأت سيرته العطرة جنبات المجلس وتستحضر قوله عليه الصلاة والتسليم (أنتم شهداء الله في أرضه).
أجزم بأني لم آت بجديد في حديثي عن سيرته ومناقبه رحمه الله فالجميع لديه صورة جميلة عن الفقيد الخيّر فقد كان دائما صاحب مبادرة في السؤال عن الحال ثم بالعطاء السخي وكان غفر الله له سببا بعد الله في تفريج كرب الكثيرين وتبديل أحوال كثير من المعوزين. رحمك الله يا سلطان الخير قد كنت سببا بعد الله في شفاء مريض لا حيلة له على تكاليف العلاج وقضاء دين سجين أعياه الفقر عن سداد ما عليه.
إنها أعمال جليلة لا يقدم عليها إلا الكبار مثل سلطان.
ودودا... سمحا... بشوشا... ندي اليد سخي العطايا.
رحمك الله يا سمو الأمير... نعزي أنفسنا بفقدك ونعزي قائد الوطن مليكنا أعزه الله وعافاه وأبناءك وإخوانك والأسرة الكريمة.
وحين فقدنا سلطان كان الخلف لخير السلف فجاء اختيار سمو الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد وعضدا وعونا لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين. نبارك لسموه ونهنئه بالثقة الغالية والثمينة ضارعين إلى الباري عز وجل أن يوفقه ويأخذ بيده إلى كل ما فيه خير للوطن والمواطن.
إننا نعزي بالسلف ونبارك للخلف حفظ الله الوطن وقادته من كل سوء والحمد لله رب العالمين.
(*)القاضي بالمحكمة العامة بالمدينة المنورة