|
لقد افتقد الوطن شخصية إنسانية عملاقة التصقت بحب الخير والعطاء فلا تكاد تكون هناك أي مناسبة في مجالات الخير والعطاء إلاّ وتكون الأيادي البيضاء للأمير سلطان بارزة فيها، فشخصيته رحمه الله تميّزت بالشمولية - فاهتماماته بالوطن والمواطن متعددة لا يمكن إحصاءها ومنها إسهامه في إحداث نقلة نوعية في القوات السعودية الحديثة بالإضافة لإسهاماته للقطاعات الأخرى - الصحية - التعليمية - المواصلات - والمشروعات التنموية المختلفة.. وهو أيضا صاحب المبادرات الخيرية المتعددة والداعم لها، فيأنس في خدمة وإسعاد اليتامى والمرضى والأرامل والمعسرين والمحتاجين والمسنين... فلا يمل ولا يكل بل يلاحظ عليه علامات السعادة والرضاء وابتسامته المعهودة، إنّ من شاهد بعضاً من المواقف الإنسانية المؤثرة للأمير سلطان وهو يضع يده ويمسح على رأس اليتيم بحنان الأبوة، ويحمل ذاك الطفل بين أحضانه من ذوي الاحتياجات الخاصة يداعبه بالكلام ويجزل عليه، وزياراته للمرضى... ودعمه لجميع أوجه الخير ليعرف شغف سموه الكريم في حب الخير وبذل المعروف و العطاء، إن سمو الأمير سلطان عندما يقوم بزيارة لأحدى مناطق ومحافظات المملكة يقدم المساعدات ويدعم الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية ويدعم المعاهد والكليات وأبناءه الطلبة والطالبات، وكان آخرها زيارته للمنطقة الشرقية وكيف غمرت هذه الزيارة فرحة الأهالي وبهجتهم بدءا بأميرها المحبوب وسمو نائبه وفقهما الله وجميع مسئولي القطاعات الحكومية وأهالي المنطقة في إقامة الاحتفالات تلو الاحتفالات بهذا المقدم الميمون، إن حضوره مهيب والأهالي في لهفة ترقّب لاستقباله والتشرّف بالسلام عليه، إن أعماله الجليلة رحمه الله أبقت لها بصمات كبيرة في قلوب المواطنين وأثراً لا ينسى، فتلك الأعمال الإنسانية التي قام بها يرحمه الله ليست هي التي برزت وحدها فحسب بل شملت أياديه البيضاء اهتماماته بالبيئة فهو عاشق للبيئة والحياة الفطرية - الحيوانية منها والنباتية - وإلى المياه، فكانت جهوده كبيرة وملموسة في المحافظة على البيئة وحل مشكلات شُح المياه، فقد نال على أثرها على الكثير من الجوائز والأوسمة وشهادات الشكر والتقدير محلياً وإقليمياً ودولياً، وفي أحد المناسبات أثناء إقامة المعرض العالمي الأول للبيئة الذي أقيم بمدينة الرياض بإشراف وزارة الدفاع والطيران تشرّفت بالسلام على سموه الكريم وقدّمت هدية لوحة كبيرة تم تنفيذها مع طلاب امدرسة بعنوان: (المعرض البيئي العالمي الأول في لوحة )، وقد استحسن رحمه الله العمل وأثنى عليه.
لقد افتقد الوطن والأمة العربية والإسلامية هذا الأمير الإنسان الذي له من الأعمال والمشروعات الإنسانية الكثير الكثير فهي خير شاهد له في كل مكان داخل المملكة وخارجها.
رحم الله سلطان الخير صاحب القلب الرحيم والعطاء الكثير وأسكنه فسيح جناته وألهم الشعب السعودي الوفي والأسرة المالكة الكريمة الصبر والسلوان.
الهيئة الملكية بالجبيل