فُُجعَ الخليجُ وضَجَّت الأوطانُ
وارتاعَ من هولِ النبا ثهلانُ
وتزلزلت نجدٌ وأظلم نورُها
لمَا نعاكَ النّعي يا سلطانُ
رحل العطاءُ وقُوِّضتْ أطنابُه
والحزنُ خيَم والأسى ألوانُ
هذي البلاد تنكَّستْ أعلامُها
هذا اليتيم متيَّم حيرانُ
ويح الثكالى، والعيونُ سخيَّةٌ
وتقرّحت من دمعها الأجفانُ
وغدتْ تبوكُ تئنُّ من فقدانكم
فتجاوبتْ بنشيجها نجرانُ
والدمعُ غالَبَها لفقد خدينها
أمستْ تسحُّ دموعَها جازان ُ
هذي القصيمُ تغوصُ في آلامها
هذا الشمال تنوشهُ الأحزانُ
والحزنُ يعْصفُ بالحجاز وطيبة
يبكيك فيها الشيب والشبانُ
والباحة الغناء يبكي دوحُها
وتنوح في غاباتها زهرانُ
ومرابعُ الأحساء تندبُ قائدا
من طبعه الإكرامُ والإحسانُ
تبكيك أبها والدموعُ دِثارُها
وثرى المصايف كُلُّه أشجانُ
يبكيك شرقٌ للبلاد وغربُها
يبكي عليك الصّحبُ والخلانُ
والناس بين مُهلُّل مُسترجِعٍ
ومُحوقلٍ داعٍ أيا رحمانُ
ارحم فقيد الشعب وارفع قدره
واجعل له الفردوس يا منّانُ
شعر: محمد بن حسن أبوعقيل