|
كان يوم سبت، لكنه لم يكن كأي يوم سبت قبله، فمع إشراقة شمس ذلك اليوم 24-11-1432هـ 22 أكتوبر 2011م تلقيت خبراً ليس كالأخبار سماعه، فقد هز كياني وأسال دمعي وضاعف دقات قلب، إنه خبر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود هذا الرجل العظيم الذي فقدت بوفاته -أنا شخصيا- قائداً حكيماً وأباً رحيماً عطوفاً.
فقد كان -رحمه الله- طوال ثلاثين عاماً عملت خلالها بالقرب منه خير قائد وموجه، بل لعلي غير مبالغ إن قلت إنه كان الصديق الوفي الذي يحفظ للآخر حقوقه وكرامته، إنه بهذه الصفات الحميدة، والخصال الإنسانية الرفيعة، يشكل مثالاً يحتذى، وأنموذجاً يقتدى كيف لا وهو ذلك الرجل الذي مهما بلغت الكلمات من القوة والفصاحة في محاولة مني عاجزة عن التعبير الذي يستحقه في مصابنا الجلل بوفاته، فهو بحكمته وأعماله الجليلة -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته أكبر من أن يوصف بكلمات تسطر، وأوراق تحبر، لكنني مع عجزي هذا وقلة حيلتي أجدني أخط هذه الكلمات على بساطتها وتواضعها.
لذلك علي أن أنبه معترفاً بأنني لست هنا بقصد التعريف بالأمير سلطان أو التحدث عن مآثره، فهذا متروك لذوي الاختصاص في كتابة التاريخ، تاريخ الفرسان الكبار، فالأمير سلطان في نظر التاريخ والناس فارس في ميادين الخير والعطاء غير الممنون أنه ملك غير متوج بما تركه خلفه من أعمال خيرية جليلة في شتى مناحي الحياة، هي بصمات إنسانية مطبوعة على جبين الزمن وفي سويداء قلوب الناس وعقولهم لن تنسى له أبداً.
إن الحديث عن سلطان الخير كما هو متفق عليه يطول ويطول، لذلك أكتفي بهذا القدر المتواضع اعترافاً مني بأنني لست هنا كما أسلفت القول بصدد كتابة تاريخ هذا الرجل القامة العالية، والهامة الشامخة، وإنما هي خاطرة أملاها علي الموقف بهذه الكلمات المتواضعة الخجولة التي أردت أن أعبر بها عن بعض شيء قليل من كثير أحمله لهذا الإنسان العظيم في حياته ومماته من حب وتقدير وأخيراً لا يسعني إلا أن أقول: يرحمك الله يا أبا خالد رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وأنزلك المنزل الذي تستحقه من الجنة.. اللهم آمين يا رب العالمين.
اللواء: صالح بن محمد الغفيلي