|
لندن- طرابلس- وكالات
وقعت اشتباكات بين المئات من الثوار الليبين الاثنين بالقرب من مستشفى في العاصمة الليبية طرابلس, حسبما أفادت تقارير إخبارية أمس الثلاثاء.
ووصفت صحيفة «ديلي تليجراف» هذه الاشتباكات بأنها الأكبر بين رفقاء الثورة منذ مقتل معمر القذافي. وأضافت الصحيفة أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين نتيجة إطلاق النار عليهم وجرح سبعة مسلحين على الأقل.
وبدأت المواجهة عندما اعترض مسلحون من كتيبة طرابلس طريق مسلحين من بلدة الزنتان كانوا يحاولون دخول المستشفى المركزي في المدينة لقتل نزيل.
وامتلأت بوابة المستشفى وصالة الاستقبال بالرصاص، فيما اضطر الأطباء والمرضى إلى الهروب من المبنى وتوفي مسنان مريضان نتيجة الإصابة بأزمات قلبية خلال تبادل إطلاق النار الذي استمر من الواحدة صباحا حتى فجر الاثنين. واستخدم الطرفان المدافع الرشاشة الثقيلة والأسلحة المضادة للطائرات. وبدأت المعركة عندما وصلت مجموعة من المسلحين إلى المستشفى بحثا عن رجل أطلقوا النار عليه في وقت سابق.
ونقلت الصحيفة عن شهود أن المهاجمين كانوا ثمالى وكان هدفهم تصفية الرجل بعدما علموا أنه لا يزال على قيد الحياة وتم نقله إلى المستشفى للعلاج. وطالب الأطباء المسلحين بالانصراف إلا أن أحدهم أخرج مسدسا وبدأ في إطلاق النار. ونقلت الصحيفة عن محمد حمزة وهو أحد مقاتلي كتيبة طرابلس المسؤولة عن الأمن أنه تمت السيطرة على هذا الشخص، إلا أن المئات من الزنتان وصلوا إلى أمام المستشفى يحملون معهم أسلحة ثقيلة وبدأوا إطلاق النار، مضيفا أن مقاتلي طرابلس طلبوا دعما وبالفعل توافد عليهم الشباب من جميع أنحاء طرابلس. وأضاف أنه بعد ساعات قدم شيخ من المسجد وأقنعهم بوقف إطلاق النار وسلموا ثلاثة منهم كانوا بدأوا القتال إلى مسؤولي المجلس الانتقالي. وقال إن مقاتلا من مسلحي الزنتان قتل وقتل أحد المارة، فيما أصيب سبعة من رجال كتيبة طرابلس اثنان منهم إصابتهما خطيرة.
من جهة أخرى طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاثنين الحكومة الليبية ببذل كل ما في وسعها لتتبع أثر الصواريخ المفقودة التي تطلق من على الكتف لإبقائها بعيدا عن أيدي تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى. والطلب الخاص بمنع تدفق الاسلحة الليبية كان فحوى مشروع قرار أعدته روسيا وسلط الضوء على الخطر الذي تمثله الصواريخ أرض جو المحمولة والتي يطلق عليها مانبادس -وهي صواريخ تحمل على الكتف ويمكن استخدامها لإسقاط طائرات وطائرات هليكوبتر مما يجعلها مفضلة لدى الجماعات المتشددة. وعبر القرار الذي وافق عليه المجلس الذي يضم 15 دولة بالإجماع عن «القلق من أن تنتشر في المنطقة جميع الاسلحة... من كل الأنواع خاصة مانبادس من ليبيا.»
وناشد المجلس الحكومة الليبية «اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لمنع انتشار جميع الأسلحة.» ودعا المجلس ليبيا إلى التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتدمير ما تبقى من مخزونها من الأسلحة الكيماوية.
وكان دبلوماسيون بمجلس الأمن قالوا بشكل غير علني أن بعض الأسلحة غير الخاضعة للرقابة في ليبيا وصلت بالفعل إلى منطقة دارفور التي تمزقها الصراعات بغرب السودان حيث نقلها متمردون إلى مقاتلين مناهضين للحكومة في مناطق أخرى من البلاد. إلى ذلك وصل إلى القاهرة ظهر أمس الثلاثاء رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل في زيارة رسمية لمصر تستمر يومين.
من المقرر أن يلتقي عبد الجليل خلال الزيارة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ورئيس الوزراء الدكتور عصام شرف, لإجراء مباحثات حول الموضوعات والقضايا السياسية المهمة للدولتين في المرحلة القادمة وسبل التنسيق بينهما خلال مناقشة القضايا المتعلقة بليبيا في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن إلى جانب المستجدات على الساحة العربية والإقليمية.