|
البحرين - جمال الياقوت
عبر رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي عن بالغ ألمه وحزنه وجميع منسوبي الجامعة على فقد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقال إن الأمة العربية والإسلامية فقدت رجلاً عز مثله، رجل عاش من أجل غيره بأكثر مما عاش لنفسه، رجل اشترى الآخرة بالدنيا قولاً وفعلاً، ورجل اعتبر نفسه إنساناً ومسلماً قبل أن يكون سعودياً وخليجياً، رجل الرؤية والموقف، إنه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، سلطان الخير، سلطان العطاء، سلطان التراحم والتسامح.
وأوضح الدكتور العوهلي بأن جامعة الخليج العربي تمثل نقطة في بحر خير وعطاء الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله، ومثالاً لمن يعمل بصمت ومن أجل رضا الله تعالى، وليس رضا البشر أو رضا الإعلام، كما أكد أن موقف سموه -رحمه الله- من جامعة الخليج العربي يختزل ويعبر عن عديد من خصاله السامية وصفاته الحميدة مستشهداً بموقفه من جامعة الخليج العربي في العام 1416هـ الموافق 1995م عندما كانت تمر بأزمة مالية حادة كادت أن تعصف بوجودها، فعندما علم بذلك هب سموه وأصدر على الفور توجيهاته السامية للمسؤولين بمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، بتقديم دعم مالي سنوي للجامعة، إيماناً منه بأهمية دور الجامعات في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقال إن المجالات التي أمر سموه بتوجيه هذا الدعم المالي نحوها تعبر عن رؤية إستراتيجية في التنمية البشرية، وعن نزعة إنسانية عميقة من خلال أمره بأن يخصص الدعم المالي لمجال التربية الخاصة، الذي يهتم بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يتوزع بين ثلاثة جوانب أساسية لهذا المجال هي إعداد وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة، وتدعيم البنية العلمية الأساسية لذلك المجال، وتطوير البحث العلمي، كما أشاد باستمرار هذا الدعم على مدى خمسة عشر عاماً متتالية، مما كان له تأثير كبير على مساعدة الجامعة على تجاوز أزمتها المؤقتة والوقوف على قدميها مرة أخرى، والانطلاق نحو آفاق علمية أرحب وأوسع. ونورد فيما يلي توثيقاً مختصراً لما حققه هذا الدعم على أرض الواقع.
وعما حققه هذا الدعم من إنجازات بين العوهلي أن مجال الكوادر البشرية المتخصصة استفاد من دعم سموه حوالي خمسون طالباً خليجياً حصلوا على درجة الماجستير في التربية الخاصة في فئات الإعاقة الذهنية والتوحد وصعوبات التعلم والتفوق والموهبة، كما عقدت خمس عشرة دورة تدريبية وورشة عمل لعشرات من المعلمين والمعلمات والاختصاصيين العاملين مع هذه الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد ساهم ذلك في تطوير وتنمية مهاراتهم المهنية المتخصصة. وفي مجال تطوير البحث العلمي قامت الجامعة وبالتعاون مع المؤسسة في تنفيذ تسع ندوات علمية متخصصة في قضايا علمية حديثة عقدت في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة نخبة متميزة من العلماء والباحثين من العالم العربي ونشرت على شكل كتب وزعت على كافة الوزارات والهيئات والجمعيات ذات العلاقة حتى تعم فائدتها، كما قامت الجامعة بإجراء عدد من البحوث العلمية في مجال التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ساعدت في توفير مقاييس مقننة خليجياً للتقليل من القصور العلمي في هذا الجانب.
وفيما يخص مجال تدعيم البنية العلمية الأساسية لمجال التربية الخاصة بجامعة الخليج العربي أوضح الدكتور العوهلي أن الدعم وجه نحو استقطاب بعض العلماء العرب المتخصصين في هذا المجال الذي يعاني من قلة المتخصصين فتم استقطابهم للعمل كأعضاء في هيئة التدريس بالجامعة، كما تم تدعيم وتطوير مصادر التعلم بالجامعة بالعديد من الكتب والمراجع العلمية الحديثة والاشتراك في المجلات العلمية المتخصصة والعالمية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إضافة لإنشاء مختبر خاص للحاسب الآلي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس في مجال التربية الخاصة، وكذا تطوير مختبر علم النفس وتزويده بالكثير من الاختبارات والمقاييس والبرامج التدريبية المتعلقة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وختم الدكتور العوهلي بالحديث الشريف عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، كما دعا الدكتور العوهلي للفقيد الغالي سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته وأن ينزله منزلة الصديقين والشهداء وأن يجيزه خير الجزاء على ما قدم من أعمال ومشروعات جليلة ومتميزة على مدى العالم العربي والإسلامي التي بإذن الله لن تموت، ولكن نتائجها وآثارها الإيجابية ستظل مستمرة على مر الأجيال والعصور، ولا يمكن تحديد منافعها وفوائدها كماً وكيفاً.