وصف التضخم بـ(الفقاعة) مصطلح دارج في الشأن الاقتصادي والعقاري وسوق الأسهم تحديداً، وهي ظواهر اقتصادية مسؤولية تحليلها والحديث عنها لخبراء الاقتصاد والأسهم وللمهتمين بالشأن العقاري..
لكن نتحدث اليوم عن تشكل (فقاعة) في شأن جديد وغير معهود.. وهو تصاعد وتضخم أسعار عقود المحترفين المحليين بما لا يتوافق مع عطاءاتهم ومستوياتهم ومردودهم الفني.. وتضاعفها بشكل لا عقلاني وغير منطقي.. حتى وصل الحديث إلى ستة وسبعة ملايين في السنة الواحدة؛ وذلك لعدم وجود ضوابط وأعراف تتحكم في سوق انتقالات اللاعبين، وخصوصاً بعد منح اللاعب حرية الانتقال.. وحرمان ناديه من أي نسبة مقابل رحيله.
هذا التصاعد الجنوني لعقود اللاعبين، وسببه الرئيس (المزايدات الوهمية)، لن تكون الملاءات المالية للأندية - حتى الكبيرة منها - قادرة على استيعابه؛ فاللاعبون أو القِلّة منهم تتضخم أرصدتهم.. وفي المقابل (تجف) السيولة في خزائن الأندية، وتتأخر المستحقات، ويتوقف صرف رواتب العاملين من فئة (ألف وألفي ريال)!! وتغرق الأندية في مديونيات وقروض، وتلجأ (للشحاذة)؛ لأنها صرفت معظم ميزانيتها على عقود لاعبَيْن أو ثلاثة!!..
المنهجية التي ستتبعها إدارة الهلال بوضع سقف أعلى لمبالغ العقود لو طُبِّقت ولو بنسبة 80 % أعتقد أنها ستكون (الدبوس) الأول الموجَّه لهذه (الفقاعة).. ولاتحاد الكرة دور استراتيجي في تحجيم (الفقاعة) التي أضرت بالكرة السعودية. وفي مقال قادم سأطرح بعض الاقتراحات للدور الذي يمكن لاتحاد الكرة أن يفعله.. وإن كانت ضوابط بديهية ومعروفة.. ونتطرق أيضاً لما هو مطلوب من الأندية في هذا الصدد.
السقف.. الحل
إذا مضت إدارة الهلال قدماً نحو تصنيف اللاعبين وتقييمهم فنياً وسلوكياً وسِنًّا وعطاء داخل الملعب ومدى وجود البدائل، ووضعت فئات وسقفاً أعلى لكل فئة، أو سقفاً ومبلغاً نهائياً لكل لاعب تتم مفاوضته من خلاله.. بحيث لا يتم تجاوز السقف، وإن حدث فيكون بشكل محدود جداً، ولأسباب منطقية ومقنعة جداً.. فهي بهذا تختزل ملابسات تجديد العقود، وتُخرج نفسها من دائرة الصداع والقلق.. ولا تخدم فقط مصلحتها بوصفها نادياً بل تخدم الأندية والكرة السعودية بشكل عام.. وتسهم في كبح تصاعد أسعار عقود اللاعبين.. وهذا هو الحل الوحيد الجاهز.. ولو تم القضاء على المزايدات الوهمية فحتماً ستنكمش الفقاعة كثيراً..
والمشكلة أن بعض الأندية في مزايداتها الوهمية على بعض اللاعبين، إما بتدخل حقيقي أو مزايدة وهمية للتخريب، تسهم في صناعة مشكلة هي أول من سيكتوي منها، ولن تكون في منأى عن شررها؛ فلديها لاعبون، ومع هذه الأرقام الفلكية سيرتفع سقف طموحهم عند تجديد العقود..
وأعرج على جزئية عقد الفريدي؛ فهو عقد لا أعتقد أن يقلق إدارة الهلال كثيراً. وفضلاً عن أن الحديث عنه سابق لأوانه إلا أن الفريدي لن يكون بيده خيارات كثيرة للضغط على النادي؛ فالهلال يعج بالمواهب في منطقة الوسط.. ومزاجية الفريدي في اللعب ستكون نقطة سالبة عند تقييمه.. ومن الآن وإلى ما بعد عام - وهو الموعد الحقيقي لفتح ملف تجديد عقد الفريدي - قد تتغير أمور كثيرة في عقود اللاعبين المحترفين.. لا أتوقع أن تكون لمصلحتهم.. وأعتقد أن الفريدي لو فكر قليلاً قد يحصل حالياً على عقد من ناديه أكبر مما قد يجده بعد عام.
صديقك من صدقك..
توافقت وتواطأت تصريحات وآراء مدرب المنتخب الهولندي ريكارد مع تصريحات رئيس نادي الهلال بضرورة التركيز على المشاركات الدولية الرسمية للمنتخبات السعودية.. والابتعاد عن البطولات الهامشية التي تُجهد، وتُتعب اللاعبين، وتُضرُّ الفرق الداعمة للمنتخب، وتؤثر في مسيرة الدوري واستقراره.
والعمل على تقديم دوري كروي ثابت ومستقر وقوي هو خير إعداد للاعب المحلي، أسوة بما يحدث في البلدان المتقدمة كروياً.. دوري قوي = منتخب قوي. فلا بد من ترك المجاملات التي تدفع ثمنها كرتنا السعودية، وغيّبت فرقنا عن الإنجازات الخارجية..
والأفضل لمصلحة الكرة لدينا.. إلقاء الثقل على المنتخبات السنية والبراعم.. والتوسع في مشاركاتها الخارجية، وهو ما يحدث حالياً.. حتى مع استمرار المسابقات السنية ناشئين وشباباً وبراعم؛ لأن الأهم في هذه القطاعات إنتاج لاعبين ومواهب جديدة قبل البطولات..
وأيضا الاستفادة من تشكيل منتخب من لاعبي الدرجتَيْن الأولى والثانية؛ ليكون بديلاً عن المنتخب في بعض البطولات غير المعترف بها رسمياً.. وبهذا نعيد اكتشاف اللاعبين والكفاءات الفنية في هذه الأندية البعيدة عن الأضواء..
«الآسيوية».. صعبة
واصلت الكرة السعودية إخفاقاتها على مستوى الكرة الآسيوية؛ فلم تكن الأندية أفضل حالاً من المنتخب.. ولا حتى فريق الاتحاد الذي أسبغ عليه هالة من الألقاب القارية بحجة أنه من سيأتي برأس البطولة، ويستعيد هيبة الكرة السعودية.. هو الآخر لم يكن أفضل حالاً من سابقيه؛ فلم يكن على مستوى الدعم الإعلامي والمدح والتطبيل المبالَغ به، الذي أضر بالفريق ولاعبيه.. وتسخير مساحة هائلة من البرامج الفضائية للفريق، ووصل إلى السطو على الألقاب من مسؤول القناة الرياضية، ومنحها للاتحاد.. بحجة الدعم المعنوي!!.. وأكدوا أن اللقب الآسيوي مضمون مع الاتحاد فقط وليس غيره.. حتى قالوا (آسيا لعبته) وصدقناهم.. فعلقت في (تويتر): قالوا (آسيا لعبته فلعب علينا الكوريون)..
فهل غدا اللقب الآسيوي عقدة متأصلة وأزمة مزمنة.. ليأتي الخروج السادس آسيويا للاتحاد، وهو فريق يمر بأزهى عصوره الكروية بقيادة نور، ويتورط في شعار (الآسيوية صعبة قوية)؟!..
شخصياً ذكرت بعد خروج القرعة أن نصف النهائي هو العقبة أمام الاتحاد، إذا تجاوزه سيصل للقب.. بالنظر إلى أنه سيلعب النهائي على ملعبه لو تأهل..
ضربات حرة
قدر الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن يحمل الراية من بين رؤساء الأندية.. ويتحدث ويجتهد لمصلحتها.. في حين أن الآخرين اكتفوا بالفرجة من بعيد.. مكتفين بجني الأرباح دون دفع ثمن.
قبل أربعة مواسم قَدِم فريق الأنصار من المدينة إلى الرياض على حافلة عن طريق البر لمواجهة النصر في لقاء مقدم عن موعده!.. المصادفة أن الحجوزات هذه المرة عطَّلت سفر النصر للمدينة لمواجهة الأنصار؛ فأجلت المباراة، ولم يذهب النصر عن طريق البر!
ماذا لو كانت مباراة الفريقين مجدولة بالرياض، هل كان سيتم إجبار الأنصار على الحافلة مرة أخرى؟ وهل من حق الأنصاريين أن يقولوا أين المعاملة بالمثل؟ ولماذا الحافلة لنا فقط؟
حسب تصريحات لمسؤولي الخطوط الجوية طُرحت حلول معقولة لحل المشكلة.. ولكنها رُفضت من بعض الأندية.. فإذا كان النصر يخشى مواجهة الأنصار وهو بهذا السوء ومتذيل الترتيب بدون نقاط.. فمتى يرغب أن يواجهه؟..
تشنبوك الكوري الذي كسب الاتحاد «رايح جاي».. لعب مباراة دورية مهمة بين لقاءَيْه مع الاتحاد.. فضلاً عن السفر الطويل.. ولم يمنعه هذا من تكرار الفوز والوصول للنهائي.
الاتحاد تمتع بتسهيلات كبيرة لم يسبق أن حظي بها غيره.. فمن ضمن سبع جولات دورية لُعبت حتى الآن.. حُرِّكت جميع مبارياته عدا لقاء التعاون.. فأُجِّلت له ثلاث مباريات (الهلال والفتح والرائد) وقُدّمت اثنتان (الاتفاق والشباب)، وأُخِّرت واحدة (الأنصار). ومع هذا يطلع من يتشدق بأن اتحاد الكرة لم يدعم الاتحاد؛ ليبرر خروج الفريق!..
آخر بطولة آسيوية حققها الهلال في عام 2002م كانت أمام فريق تشنبوك الكوري.. وتغلب عليه في النهائي 2 - 1 في مدينة الدوحة..
للذين يغمزون من قناة اللواء محمد بن داخل الجهني بعد الإخفاق.. الاتحاد خرج مع ابن داخل من الآسيوية في نصف النهائي.. ومع غيره خرج الاتحاد برباعية من الكرامة السوري.
البارحة.. تواجه فريقا شاختار وزينيت في مسابقة (دوري أبطال أوروبا).. الطريف أن الهلال كسب بطولة دورة دبي الدولية متغلباً على هذين الفريقين.. وأحد اللاعبين عندما أراد أن يعلق على خسارتهما من الهلال قال «لم أستوعب ما حدث.. ولا أعرف ما حصل»..
لنا لقاء بإذن الله في 20-12.. وكل عام وأنتم بخير.
حسابي في (تويتر).. @salehhenaky