كان لتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وقع إيجابي واسع لدى كافة شرائح المجتمع وذلك لما عُرف عنه -حفظه الله- من حزم في معالجة الأمور، وقوة في تنفيذ المهام، وخبرة في إدارة الشؤون.
فلا أحد يجهل تاريخ الأمير نايف منذ أن كان وكيلاً لإمارة منطقة الرياض عام 1371هـ إلى أن صار وزيراً للداخلية عام 1395هـ.
وهذا العمل المتدرج أكسبه خبرة إدارية واسعة، وحنكة سياسية عميقة، مما هيأه ليكون واحداً من أهم الأشخاص المرشحين للمهمات الصعبة.
كما أن ممارسته في معالجة شؤون الناس، ومعرفة أحوالهم من قرب، ومعاصرته أهم القضايا التي تطرأ على مجتمع المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال العمل في وزارة الداخلية ورئاسته -يحفظه الله- للعديد من اللجان المهمة التي تضطلع بالمهام الكبرى للملكة العربية السعودية مثل رئاسته للجنة العليا للحج والهيئة العليا للأمن الصناعي ورئاسته لمجلس وزراء الداخلية العرب وغيرها من رئاسة اللجان والعضوية فيها، كل ذلك -وأكثر- جعله واحداً من أهم الخبراء في مجال معالجة القضايا واتخاذ القرارات المهمة الصائبة.
يضاف إلى ذلك اهتمامه بالعلم والعلماء، ورعايته لأبحاث السنة النبوية الشريفة التي يحكّمها نخبة من المهتمين بالسنة ولها جائزة عالمية مرموقة، ودعمه المراكز البحثية التي تخدم العلم وأهله في عدد من الجامعات، كما يدعم مراكز بحوث الدراسات العربية والإسلامية في الداخل والخارج وهو ما جعلها مراكز ذات ثقل علمي ومعرفي أصيل.
إن تضافر الخبرة الإدارية الواسعة، مع السمات الشخصية الناجحة، جعلت الأمير يحظى بالثقة الكبيرة من القيادة الحكيمة، فتمت مبايعته وليا للعهد، وعضدا أيمن لخادم الحرمين الشريفين في تسيير دفة هذه البلاد المباركة، والأخذ بها إلى الطريق الصحيح، في ظل متغيرات دولية متتابعة تعصف بالعديد من البلدان، وتهدد مكتسباتها. وسيكون نعم الرجل المناسب في المكان المناسب ليؤدي رسالته في السير بهذه البلاد المباركة إلى مزيد من النجاح والتقدم.
إن سرور الناس وارتياحهم إلى هذه الخطوة المباركة أكدتها الجموع الغفيرة في كافة مدن وقرى المملكة وهي تبايع أمراء المناطق على ولاية الأمير نايف بن عبدالعزيز للعهد، يحدوها الشعور الوطني الجياش، ثقة بالاختيار، وتعبيراً عن اللحمة الوطنية القوية.
وكما حظيت مبايعة سمو الأمير -يحفظه الله- بالقبول على المستوى الداخلي فإنها قد حظيت بالاحترام على المستوى الخارجي، وذلك لما يمثله الأمير من صوت الحزم في محاربة الحركات المنحرفة، وصوت الاعتدال في دعم الاعتدال، وهذا ما جعل مبايعته محل ترحيب إقليمي ودولي واسعين.
نسأل الله العلي القدير أن يديم على هذا البلد الأمن والاستقرار، وأن يأخذ به نحو الرفعة والتقدم، وأن يجعل في قيادته الحكيمة الخير والبركة على البلاد والعباد.
* مدير جامعة القصيم