أعزيكم وقد جل المصاب
وينعقد اللسان فلا جواب
أعزيكم وبي حزن يعزى
وأذهل حيث لا يجدي الصواب
يقول الدمع إذ يَبِسَتْ عروق
على سلطان قد بكت السحاب
وجاء الفجر محزونا مسجى
وعين الشمس أرمدها المصاب
يفيض الدهر بالأرزاء فيضا
ويجمعه مصابك والغياب
وإن ترحل فأنت لنا مقام
وخيرك لا يغيب ولا يغاب
يطالعك الزمان بعين حب
وذكرك حاضر حيٌّ يجاب
ومن يبنِ الصروح من المعالي
فأبواب النجوم لهنّ باب
وأنت كتاب خير ليس يُطوى
وشمس نورها ذهب مذاب
عطاؤك خالد صفو نمير
وتعذُب منك أخلاقٌ عِذاب
تبسّم لابتسامك كلُّ ثغر
وإن عاتبت يبتسم العتاب
سخاءٌ لا يكدّره عطاء
وفضلٌ جامع ويد تُهاب
ألا إن المكارم إذ أطلت
أطلت منك وارتفع الحجاب
لأنت الروح في جسم البرايا
محال أن يموت بك الشباب
وتعتصم القلوب إذا أحبت
بفيض الحسن.. والحسنى الثواب
تبشرك الجنان بخير بشرى
وينبئني عن البشرى الكتاب
فزرع البر ينبت في جنان
غراس دائم وجنى يطاب
تعيش بك الحروف حروف شعري
وفصل القول يحكمه الخطاب
ففي سلطان تجتمع التعازي
فأسمع والزمان له الجواب
عليك سحائبٌ تغدو وتمسي
من الرحمات ما بقي السحاب
عبدالله بن علي العامري