لا شغل لنا كسعوديين قيادة وحكومة وشعباً هذه الأيام، إلا خدمة ضيوف الوطن، ففي هذه الأيام تتصاعد الجهود والجميع يتسابق لتقديم أفضل ما يملك لرعاية حجاج بيت الله الحرام.
وقد لا يعلم من هو خارج المملكة العربية السعودية، بأن الدولة السعودية وكل الذين لهم ارتباط بخدمة ضيوف الوطن أنهم يواصلون عملهم والإعداد لمواسم الحج دون توقف، فبعد رحيل آخر حاج، وبعد التقاط الأنفاس، يبدأ الإعداد لموسم الحج القادم، تقدم الدراسات والبحوث وتحليل التقارير عما تم وحصل في الموسم المنصرم لمعالجة الأخطاء والثغرات وتقديم المشاريع لإنشاء مزيد من الإضافات التي تخفف عن الحجاج وترفع من مستوى الخدمات في مجالات الإيواء والإسكان والصحة والنقل والبيئة وتوفير أقصى درجات الأمن والحماية.
عمل متواصل طوال العام حتى ينعم ضيوف الوطن بخدمة متميزة وراحة تخفف من أعباء طول الرحلة والغياب عن الأهل والأصدقاء.
هذا ديدن السعوديين منذ أن شرفهم الله في تأدية هذه الخدمة المقدسة التي وجدت الشكر والتقدير من جميع ضيوف الرحمن إلا أنه وللأسف الشديد هناك البعض ممن يحضرون إلى الديار المقدسة بهدف تنفيذ أجندات ومخططات تخدم أهداف أعداء الإسلام، وإذا كانت الدولة السعودية قبل عقود من الزمن لا تتجاوز الأربعة تعاني من عمليات النشل والسرقة التي أمكن القضاء عليها إلا ما ندر، إلا أنه بعد ذلك ونتيجة ابتلاء أقطار إسلامية بحكام ظلمة لا يترددون عن استعمال أحقر الأساليب لتحقيق أهدافهم السياسية الدنيوية، قد استغلوا الحج كأكبر تجمع إسلامي للترويج لأفكارهم الخارجة عن الإسلام وارتكاب أكبر الجرائم بتخطيطهم لعمليات إرهابية أمكن إحباطها بتوفيق من الله ومن ثم يقظة رجال الأمن.
وهذا ما يجعلنا كسعوديين وحجاج أيضاً يقظين من اختراق هؤلاء المخربين ومع أن الدولة وبالذات الأجهزة الأمنية مستعدة تماماً ولديها من الإمكانات للتصدي لأي محاولة تخرج عن حدود العبادة، فإن الواجب من المواطنين ومن الحجاج بالذات أن يكونوا حريصين على التعاون مع السلطات بالابتعاد عن كل ما يعكر قدسية المناسبة وأن يبلغوا عن أي تجاوز مهما بدا بسيطاً لأن النار من مستصغر الشرر.
ونحن هنا في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وأجهزة أمنية ومواطنين نحسن الظن بكل من قدم لبلدنا لتأدية الركن الخامس في الإسلام، إلا أننا إن شاء الله سنكون يقظين وقادرين للتصدي لأي محاولة للخروج عن المسلك الإسلامي والأخلاق والقيم الإسلامية ولأي محاولة من أي جهة لاستغلال هذه المناسبة المقدسة في خدمة أهداف سياسية أو طائفية مقيتة.
jaser@al-jazirah.com.sa