|
كثيرة هي الحوادث وأكثر منها أرواح تزهق وأنفس تشرد وآجال تحل لا تفرق بين صغير وكبير وغني وفقير وعامل وأمير. نعم ولا نعترض على قدر الله.. إن موت سلطان الخير.. سلطان العطاء.. سلطان الوفاء.. سلطان العطف والتواضع.. سلطان المبادرة والقيادة والحسم.. سلطان الحب الذي احتل القلوب.. ليس بذلك الحدث العابر.. بل حدث هز الأمة وأقضى مضاجع الأرامل واليتامى وذوي الحاجات وعليه القوم ممن تحسبهم أغنياء من التعفف وعامة الناس الذين يرون فيه بعد الله الملجأ وأنه أقصر الطرق وأسرعها في تحقيق الأماني وسد الحاجات.. حتى اعتاد الناس على أنه الخيار الأول في حل قضياهم.. صحيح كثرهم أهل الخير والعطاء، لكن من ذا الذي تجتمع فيه خصال القيم والمروءات والبذل والسخاء والرحمة والمودة والابتسامة المشرقة التي تملأ وجهه وتفيض بها خلجات نفسه وتمتد بها يده.. ليس هناك سواه وبفقده كم من ملهوف نعاه وعاجز رثاه وأم ثكلى تلهج بالدعاء له بالرحمة والغفران ونعيم الجنان.. لقد كان (رحمه الله) سعيدا في دنياه لسيرة انتهجها وتعاملات سلكها وبإذن الله سيفوز بالجنة والرضوان لمآثر تركها هي عند الله العظيم صدقة جارية إلى قيام الساعة إنه سميع مجيب.
رئيس مركز حرمة