اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد لا يأتي من فراغ فهو ابن المؤسس والموحد للمملكة العربية السعودية ووزيراً للداخلية لأكثر من 35 عاماً قضاها في ترسيخ الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين ووافدي الحرمين الشريفين بكل اقتدار يشهد له كل مواطن ومقيم، بل وحتى بشهادة الدول الأجنبية إضافة إلى نجاحه في القضاء على الإرهاب والفساد في الأرض ومحاربة الضالين والمظلين.
إن نايف بن عبدالعزيز خير خلف لخير سلف، فقد خلف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) في وزارة الداخلية وقادها بكل اقتدار، كما خلف سمو ولي العهد الأمير سلطان (رحمه الله) بولاية العهد وهو أيضا خير خلف لخير سلف. وهنا يحضرني قول الشاعر: نحن قوم إذا مات فينا سيد قام فينا ألف سيد.
سمو الأمير نايف يحفظه الله نشأ وتعلم في مدرسة والده الملك عبدالعزيز (رحمه الله) والتي أساسها العدل القائم على الشريعة الإسلامية وتوفير الأمن والأمان، والذي كان معدوماً قبل تأسيس هذه الكيان الكبير حتى أن ضيوف الرحمن داخل الجزيرة العربية وخارجها لا يضمنون سلامتهم وعودتهم إلى بلدانهم سالمين آمنين، وبصفة سموه رئيس لجنة الحج العليا فقد اهتم سموه بتطوير كل الخدمات المتعلقة بحجاج ومعتمرين بيت الله الحرام وزوار مسجد الرسول الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.
لقد تميز سمو الأمير نايف بالاستماع والإنصات لكل مشتكٍ ومتظلمٍ و إلى النقد الهادف وعدم التسرع في الأحكام والتأكد من سلامة جميع الإجراءات من النواحي النظامية والشرعية فمعروفٌ سموه بالحلم والتأني لضمانة سلامة الأحكام كما هو معروفٌ عنه الحزم في تطبيق الأحكام والقرارات وهي سياسية يمكن أن نطلق عليها سياسية نايف الإدارية والأمنية التي نجحت وأدهشت الجهات الأمنية الدولية، وهي سياسة تنطلق من السياسية الشرعية التي يقوم عليها الحكم في المملكة.
من أقوال سموه حفظه الله «المدافع عن حق ليس إرهابيا والمحارب في مواجهة الظلم والباطل واغتصاب الحقوق ليس إرهابيا، الإرهاب في مفهومنا الخارج عن الشرع والقانون والمنتهك لحرمات الآخرين».
لقد عمل سموه على برنامج لتأهيل الموقوفين على ذمة التحقيق في قضايا إرهابية يقوم على المناصحة ورعاية الموقوفين وهو برنامج حاز على إعجاب مجلس الأمن الدولي عام 2007 ودعا مجلس الأمن إلى تعميم هذه البرنامج السعودي دولياً.
إن سموه يتولى جميع مهمات الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين والمنشآت الصناعية والتجارية المختلفة كالأمن الفكري، والأمن الاقتصادي، كما إن لسموه جهودا كبيرة في مجال الإغاثة الداخلية والخارجية، ومكافحة المخدرات، والأمن الحدودي المترامي الأطراف بأطوال تصل إلى أكثر من 6000 كيلو متر. من ذلك نرى أن سموه عمل بامتياز بتوفير جميع أنواع الأمن.
كما قد يرى سموه الكريم تطوير نظام المناطق بإعطاء أصحاب السمو أمراء المناطق صلاحية أكبر لكل ما يتعلق بأمور المناطق وتقييم أداء الإمارات كل خمس سنوات. كما أن متقاعدي الدولة ممن خدموا الوطن يحتاجون إلى مزيد من الرعاية والاهتمام بإعطائهم مزايا لا تقل عما كانوا يعاملون به خلال عملهم خاصة من الناحية المعنوية والاستفادة منهم كبيوت خبرة في مجالات تخصصهم كما هو معمول به في الدول المتقدمة.
ولا يقل ملف الإعلام وتطويره داخلياً وخارجياً عن الملفات الأخرى. حيث إن المملكة يجب أن تستثمر الإعلام كمهبط للوحي وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وبصفتها راعية للحرمين الشريفين وضيوفهما بتطوير قنوات فضائية وبمختلف اللغات الرئيسية في دول العالم وفي العالم الإسلامي أسوة بقناتي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لأن ذلك سيساعد على التوعية بأهمية المملكة للعالم الإسلامي ولردع من يحاولون (أو سيحاولون) المساس بأمن المملكة لأهميتها لكل مسلم على وجه المعمورة.
باختصار:
« قول الله تعالى في كتابة العزيز وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ البقرة 155-156
« وقوله تعالى ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل 90
« وقوله تعالى فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين آل عمران 159
« (ارفع راسك لأنك تواجه الإرهاب والفكر المنحرف الذي أساء إلى الإسلام وشوه صورة المسلم في العالم وتبقى ثابتاً على صحيح دينك ومبادئه، وتظل أقوى المدافعين عنه في وجه أعدائه والخارجين عليه) من كتاب «كلمات» لسمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
« إن تصريح سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان من أن جهات خيرية تستنزف 60% من ميزانيتها في مصروفات إدارية في حفل تكريم متطوعي حملة (حتى لا يبكي حبيب على حبيب) أمر يستحق الدراسة.
والله الموفق..
* مستشار إداري واقتصادي
musallammisc@yahoo.com