وتبوأ الحكيم... الحليم... الحازم... ذو العزيمة وصاحب الرؤيا مكانته ومكانه خلفا لفقيد الوطن سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز عليه رحمة من الله نسأل المولى أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه.
)) سمو الأمير نايف صاحب المناقب ورجل المسؤولية المتمرس والقيادي الفذ يختاره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وليا للعهد.
))اختيار لم تتدخل فيه عواطف أو دوافع بل بقناعة القائد ورؤياه ونظرته الثاقبة.
)) الاختيار لم يكن مفاجئا لأبناء المملكة بل الكل كان على علم مسبق بأن سمو الأمير نايف رجل المرحلة....قبل صدور الأمر الملكي لمعطيات عديدة.
))اختيار في مكانه وقرار هو الصواب. اختيار بني على حيثيات ومسوغات تجعل من سمو الأمير نايف في ذات المكان وذات الموقع ليكمل مسيرة وعطاء سمو الأمير الفقيد.
)) الأمير نايف وهو القريب وأحد صناع القرار في المملكة منذ زمن ليس من الغرابة أن يختاره ولي الأمر وليا لعهده. فالملك يحفظه الله يدرك تماما ما يتحلى به سمو الأمير نايف وما يملكه من حكمة وحنكة ومناقب عديدة يصعب حصرها.
)) إنه نايف بن عبدالعزيز تربى في كنف ذلك القائد والمعلم والده غفر الله له واكتسب من مرافقته لأشقائه ملوك المملكة غفر الله لهم جميعا الكثير الكثير. إنه نبتة طيبة من هذه الأرض الطيبة عاش وترعرع واكتسب وأكسب لا يحمل ايديولوجيا ولا طرحا ورؤى تخالف ما تربى عليه وما ترعرع في وسطه.
)) حين نبايع فلأن الواجب يقتضي ذلك وحين نهنئ فالتهنئة لمثل هذه القامة الشامخة تعني التهنئة المتجردة من كل هوى ومنفعة. نهنئ الوطن ونهنئ أبناء الوطن به. لأننا على ثقة بأن سمو ولي العهد الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله ما هو إلا امتداد لمسيرة قيادة ومسير على طريق أوصل سفينة الوطن إلى مكانته المرموقة وفي الصدارة التي يتمناها كل مواطن. والأمن يشكل حجر الزاوية وصمام الأمان في مسيرة التنمية والبناء. ونايف هو بعد الله من أجاد بناء خيمة الأمن ونسج خيوطها وحافظ عليها.
)) الأمن عنوان هذه الواحة المعشبة وسيبقى هذا العنوان إلى ما شاء الله رمزا للمحبة والتآخي والتآلف والبناء واللحمة الوطنية التي تجسدت صورها ناصعة نقية بلا رتوش ولا أصباغ في الأيام الحزينة التي عاشتها المملكة في وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله.
)) نفاخر بهذه اللحمة ونتباهى بكل الصور المشرقة والتي أظهرت معدن هذا الشعب وهذه القيادة في لون قل أن تراه... ولن تراه في غير هذه الأرض الطاهرة.
))حين بايع الشعب نايف وليا للعهد توافدوا بتلقائية ليست مدفوعة وبرغبة لا مجبرة وبعواطف صدق لا تدفعها شعارات ولا اصطفاف جماهيري وحشود تدفع بها الخطب والمفردات الثورية. بل جاءت متدفقة بنقاء هذا الوطن وشعبه. فما أصاب الأسرة المالكة أصاب الشعب وأدمى القلوب وأبكى العيون.
))أتقدم بالتهنئة وأسأل الله أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ليكمل المسيرة والعطاء وأن يأخذ بيده إلى كل خير ويعينه في أداء المسؤولية تجاه الله سبحانه أولا وبما يحقق تطلعات قائد الوطن حفظه الله ويجسد طموح المواطن والوطن. حفظ الله بلادنا وقيادتنا من كل سوء.