يعيش الإنسان في هذه الحياة الدنيا فيشقى ويكدح في طلب الرزق فيأمل ويتأمل ولا ينتهي به الأمل بل يسعى للحصول على جميع المتطلبات ولا تتوقف تلك الآمال أبداً إلاّ بالموت فسبحان الله رب العرش العظيم، قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} «سورة الرحمن».
في الأمس القريب وفي إحدى ليالي عيد الفطر المبارك كان على موعد لتناول طعام العشاء، فكان القدر أسرع من تلبيته للدعوة التي تلقاها من أفراد عائلته حيث حدث للأخ الصديق الأستاذ فهد بن أحمد الثميري حادث اصطدام لسيارته في الطريق الذي كان يسلكه مما أدى لإصابته إصابة بالغة أدت إلى وفاته فالحمد لله على قضائه وقدره، إن الحزن والذهول قد خيّم على الأهل والأصحاب بمرارة الفقد وسكب العبرات فلا حول ولا قوة إلاّ بالله، (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون) لقد كان الأخ فهد يتصف بدماثة الخلق وكان باراً بوالديه وحسن المعشر مع زملائه في العمل وفي الحي، فمنذ حوالي ستة عشر عاماً وأنا وأخي فهد نعمل سوياً في الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بالجبيل فلم يحدث خلالها إلا كل توافق وألفة، وكان كل واحد منّا يسعد أكثر عندما يزوره أحد أقاربه فنذهب سوياً بالزائرين للاستمتاع بما تتميّز به هذه المدينة الواعدة من أماكن سياحية ومعالم حضارية، فوفاة الصديق فهد الثميري أعادت لي لوعة الحزن الشديد لفقدان شقيقي فهد عبد الكريم السعيد الذي عانى من مرض الفشل الكلوي وهو في زهرة شبابه لمدة أربعة عشر عاما، فلا يسع المجال هنا أن أذكر بعضاً من المواقف التي تبين ما يتصفان به من محاسن الأخلاق. أسأل الله الرحمن الرحيم بمنّه وكرمه أن يجمعنا بهما وجميع المسلمين في الفردوس الأعلى من الجنّة. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
الهيئة الملكية بالجبيل