كان لنبأ وفاة الصديق الدكتور محمد الرشيد الماجد يوم الأربعاء الموافق 28ـ11ـ1432هـ وقع مؤلم ومحزن لدى أسرته وأصدقائه وعارفيه بعد عمر مديد حافل بالذكر الحسن وبالكفاح والاغتراب، فهو رجل عصامي ذاق حلو العيش ومره عبر السنوات الماضية.
لقد زاملته في العمل بوزارة المعارف في الحقبة من سنة 1379هـ حتى 1399هـ. لقد وُلدَ في مكة المكرمة سنة 1350هـ، ومن أهم الوظائف التي تقلدها: أمين مستودعات بقصر الملك عبدالعزيز بالمربع ومراقب مشروع بناء القصور الملكية، ثم التحق بوزارة المعارف، حيث عمل في إدارة التربية الإسلامية وفي قسم الإحصاء والتفتيش ثم مشرفاً على شئون الطلبة السعوديين في تونس، ثم مديراً لوكالة الأنباء السعودية في لبنان ثم ملحقاً إعلامياً؛ ثم عمل في لندن ولقد حصل على الدكتوراه من تونس جامعة الزيتونة 1405هـ، وخلال عمله في تونس التقيت به خلال حضوري بعض الندوات والمؤتمرات، فكان نعم الصديق، وعرفني على الكثير من العلماء والأدباء والشعراء، حيث يحظى بعلاقات طيبة وتواصل معهم.
ولقد سعدت بكتابه الذي أهدانيه (أصغر مرافق للملك عبدالعزيز).. والكتاب يعد مرجعاً تاريخياً موثقاً بصور ووثائق، وسجل فيه ذكرياته عن تلك الحقبة المهمة، حيث قال: إن ذكريات أصغر مرافق للملك عبدالعزيز يندرج في تسجيل التاريخ الشفهي الذي يسجل لحقبة مهمة في تاريخ هذا البلد العريق.. وقد رصد في كتابه مواقف متعددة عن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتوج كتابه بإهدائه إلى الملك فهد -رحمه الله- وتضمن ما قيل في الملك عبدالعزيز وأبنائه من روائع الشعر، وكذلك تصوراته الشخصية من خلال معايشته وقربه منه.. وقد ذكر أول لقاء له مع الملك عبدالعزيز حينما خرج في ركابه من مكة المكرمة إلى الرياض في أوائل الستينيات الهجرية، وقد سرد كثيراً من الذكريات في كتابه؛ حيث ألقى الضوء على بعض الجوانب المشرقة من حياة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحمل الكتاب موضوعات تاريخية متعددة.
إن الفقيد عايش كثيراً من الأحداث وتقلد عدة مناصب داخل المملكة وخارجها. رحم الله الفقيد.. فلئن غاب عنا فإن أعماله ومؤلفاته وسيرته الحسنة ستبقى ذكرى طيبة، وقد خلّف ذرية صالحة وذكراً حسناً.
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسنا لمن وعى
* عضو الجمعية العلمية للغة العربية