ربما كان في نضال الشعب الليبي أنموذج متوقع له النصر، لأنه أكثر الشعوب نضالاً من أجل إكسير الحياة.. إذ كان أكثرها اختناقاً بسطوة دخان الظلم..
وهذا يبرر الفرحة الغامرة التي انبجست في شوارع «سوريا» أيضا..
مما يلمح لي على أقل تأويل, ما يعيشه السوريون من تماثل واقع, شبيه بحقبة الظلام التي اجتاحت ليبيا أربعة عقود..
طرأ لي الكثير مما أدخلني في التفكير، ومن ثمة التعبير, كما قلت سابقاً، عن رؤساء يلحون بجهل على الوقت ليكون في معيتهم .., ويفرضون أنفسهم على المشهد، بغباء.., وهم يكابرون على نهاية, مثل التي بلغها الليبي القذافي...
كانت لنا زميلات ليبيات ضمن أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، مبدعات في البحث لكنهن على مرارة يحملن هويات غير ليبية..
كن دوماً يتطلعن لربيع يعم بموسم حرية هوائه, وشذى زهوره أرجاء ليبيا..
وكانت لنا صديقات أديبات على صلة واهتمام بالشأن الأدبي للمرأة هنا..
ولا أنسى تلك الدموع المنهمرة عند تحريك اللسان بحروف ليبيا..
بينما تتوهج الوجوه بابتسامات غامضة, وهن يرددن جمل الأماني, في مشاهدة موسم الجني..
لكن إحداهن، تركت من ورائها كتباً وبحوثاً وذكرى جميلة، ...
وتحول الأديم من طين عينيها المكحلتين بدموعها..
فاضت أمانيها بفيضان روحها «صديقة».. التي تراودني صورتها ليلة ماضية قبل أمس...
وغيرها ممن عبرن معا مدرجات التدريس، أو ممرات مطيرة في صباحات ركض للإجابات..
عبرت الأيام، وبقيت رائحة شواء في لوعة عباراتهن عن ليبيا..في ذاكرتي..
والحقيقة التي يدركها قارئ الأحداث، محلل الشخصيات، ...
يدرك أن كل من يتكبر على من خلقه، لن تؤول به النهايات إلا بقدرة الله عليه,..
في مشهد الضعف, والذلة ..
الموت وحده شهادة تذكير، لكن من يعتبر..؟
من أنكر القرآن، وأباح لنفسه التجاوز على نبي الله، ورسوله عليه أفضل الصلاة, والسلام، ووضع له كتاباً يتخيل أنه أقوى القوانين, والأنظمة فوق الأرض..
لا بد أنه لن يردده أمرُ خشيةٍ، في أن يمارس انتهاك شعب عريق، كما هو في ليبيا...
لكن الظلم، له نهايات,.. وإن طال بها الوقت، أو اتسع له الوهم..
انطوت بالموت أسطورة الفساد القيادي.. ليبيا..,
بكل طميها ونتنها.., وجبروتها، وفسادها، وسلبها...
ترى، متى تتطهر الأيدي من جراثيم السلاح..؟
وتبيض الكفوف بسلام النيات..؟
رحمك الله صِدِّيقة..
وأراني الله انفراجة ابتسامة ربيعك فوزية..وكل الباقيات..