الحج بقدر ما هو عبادة لله سبحانه وتجرد من شوائب الدنيا للرحيل إلى عالم الملكوت الأعلى للارتواء من شآبيب رحمات الله.. فإن موسم الحج فرصة كبرى لوحدة الأمة وبيان سماحة الإسلام في ظل شريعة الإسلام وشعيرة الحج.
وقد كان لـ(ندوات الحج الكبرى) التي تقيمها وزارة الحج كل عام أثر كبير في تحقيق الأهداف العلمية لموسم الحج، وبلورة مكانة المملكة الثقافية ممثلة بمكة المكرمة من نواحي دورها التاريخي، وإسهامها العلمي ومشاركة علماء المسلمين في إبراز رسالة مكة المكرمة إلى العالمين، وجهود المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة لخدمة ضيوف الرحمن.
ولقد جاءت ندوة هذا العام التي رأسها وأشرف عليها معالي وزير الحج د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وألقى فيها كلمة ضافية عند افتتاحها، جاءت متميزة فعلاً بموضوعها وحضورها، لقد اختارت موضوعاً علمياً تاريخياً شائقاً، ووضعت له عدة جلسات على مدى ثلاثة أيام، حيث كان موضوع الندوة (مواكب الحج في التراث الإسلامي) وقد قدمت المحاضرات والأوراق التي تمت تلاوتها في جلسات الندوة إضافة بالغة الأهمية سواء فيما يتعلق بدور الحج في النشاط العلمي بمكة ودور مواكب الحج في وحدة الشعائر، وفي سيادة اللغة العربية، وانطباعات الحجاج عن الخدمات المقدمة للحجاج في عهد الملك عبدالعزيز.
لقد كنت أقرأ وأسمع عن ندوة الحج لكن عندما سعدت بحضورها وإدارة إحدى جلسات هذا العام رأيت آثارها المباركة من خلال هذا الحضور الكبير من قبل الباحثين من المملكة ومختلف أرجاء العالم الإسلامي، ورأيت هذا التفاعل الجيد من الحضور من باحثين وباحثات والمتجسد في مداخلاتهم وأسئلتهم وتعليقاتهم، وقد ساعد على نجاح هذه الندوة الاهتمام والإشراف عليها من قبل معالي وزير الحج د. فؤاد الفارسي الذي نعرف مدى حرصه على إتقان أي عمل يشرف عليه، وقد كان لـ: أ. د. هشام العباس أمين عام الندوة دور كبير مع زملائه في حسن الإعداد والتنظيم وكريم التعامل والذي كان بعد توفيق الله أحد أهم أسباب نجاح هذه الندوة التي تسهم في جمع العلماء وتوثيق سيرة الحج، وإبراز جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن من خلال المشروعات الكبرى التي تبناها وتابعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي جعل خدمة وفود الرحمن أسمى غايات وطنه، مثل ما سار على ذلك والده وإخوانه من قبله.
- 2 -
لآلئ الحب
و(الجزيرة) والأمير سلطان
جاء السفر الضخم الذي أصدرته مؤسسة (الجزيرة) للصحافة عن سمو الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في وقته والناس والباحثون يريدون ويرغبون أن يعرفوا المزيد عن الأمير سلطان، وقد كان الكتاب كما هو اسمه (لآلئ من الحب)، فقد كانت سطوره وأبوابه لآلئ من الكلمات والمواقف والأعمال لسموه، جمعها هذا الكتاب التوثيقي في طباعة راقية، وصور متميزة، وحسبه تقديم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد له من خلال قناعته بأن هذا الكتاب يليق بالأمير الإنسان.
هذا الكتاب بأبوابه الاثني عشر لم يترك جانباً من جوانب سيرة ومسيرة الراحل العظيم إلا وتناوله بالمعلومة والتوثيق والموقف، بوصف سمو الأمير سلطان أباً ومشاركاً بالحكم، ومسؤولاً ناجحاً ووزيراً لعدد من الوزارات، وبوصفه إنساناً، ورجلاً وطنياً ودولياً، أفنى عمره بخدمة الوطن، وأخيراً كما وصفه الباب الأخير بالكتاب (مؤسسة الخير العميم).
هذا الكتاب كما قال سمو الأمير نايف بمقدمته الضافية (جاء في سياق احتفاء مؤسسة الجزيرة التاريخي والإعلامي برموز النهضة الحديثة وقادتها في وطننا الغالي).
لقد عشت الثلاثة أيام الماضية مع هذا الكتاب أقطف لآلئ من عطاءات الراحل - رحمه الله - لدينه ووطنه ومواطنيه وأمتيه العربية والإسلامية، وعطاءاته الدولية، ولعل ميزة الكتاب أنه لم يكن جمعاً وتكراراً لما تم نشره عن الراحل خلال حياته وبعد رحيله، بل إنه اشتمل على إضافات كبيرة وعديدة لم يتم نشرها، وقد صدق أ. خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وهو يقول في تصديره لهذا الكتاب: (لم تُردْ الجزيرة أن تكرر ما نُشر دون أن تضيف إليه وتغربله ثم تقدمه من خلال منهج علمي يجمع بين الموضوعية العلمية، والعرض الإعلامي الرصين).
إن هذا الكتاب (الذهبي) مرجع لكل باحث وقارئ، ولكل من يريد أن يكتب أو يعرف جهاد وجهود الراحل الكبير على مدى يزيد على ستين عاماً.. رحم الله الأمير سلطان، وشكراً لمؤسسة الجزيرة على هذا الإصدار الذهبي المتميز عن الرجل الذهبي المتميز.
- 3 -
آخر الجداول
للشاعر أحمد شوقي:
(على كل أفق بالحجاز ملائك
تزف تحايا الله والبركاتِ
وفي الكعبة الغراء ركن مرحبٌ
بكعبة قصاد وركن عفاة
وزمزم تجري بين عينيك أعيناً
من الكوثر المعسول منفجرات
لك الدينُ يا رب الحجيج جمعتهم
لبيت طهور الساح والشرفاتِ)
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576