نسعى في هذه الحياة الدنيا سعياً حثيثاً، ويلهث الكثير من الناس خلف الماديات ومتع الحياة الزائلة، وينشغل القلب بمشاغل وهموم كثيرة تتزاحم، فإذا به يتفاجأ بمرور العمر وسرعان زوال الليالي والأيام؟! فاليوم يهدم الشهر، والشهر يهدم العام، والحياة فواتة، ومصيبة الفوات أعظم من سكرة الممات؟! ومع ذلك فالناس أجناس، والموفق من وفقه الله واصطفاه، وأخذ بناصيته لرضاه، وختم عامه وعمره بحجة مبرورة، وأعمال صالحة مشكورة. قال صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة، كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
وكم في رحلة الحج من الدروس والعبر للبشر، فرحلة الحج سعادة العمر، وتذكر بالدار الآخرة. والحج المبرور له شروط من أهمها أن يكون خالصاً لله وأن تكون نفقته حلالاً، وأن يكون صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله: (خذوا عني مناسككم)، والحرص فيه على الطاعات واجتناب النظر الحرام والمنكرات، قال تعالى: {َلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.. رزقنا الله وإياكم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً.
د. سعيد بن غليفص - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
sgk-700@hotmail.com