أن يأتي الإنصاف والتقييم الصادق من جهة علمية محايدة عُرفت بدقة اختياراتها فإن ذلك يمثل حُكْماً يأخذ به الجميع، وأن يتكرر اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمرة الثالثة على التوالي ضمن القائمة السنوية للشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم من قِبل مجلة فوربس الأمريكية، التي تُعَدّ مرجعاً أساسياً في هذا الموضوع، فإن ذلك لم يأتِ من فراغ أو مجاملة؛ فالاختيار استند إلى تقويم استطلاعي بالغ الدقة، شمل سبعين شخصية علمية، سياسية وأكاديمية وفكرية من أنحاء العالم كافة، تضع اختياراتها استناداً إلى نقاط بالغة الدقة والمواصفات. هذه النخبة الفكرية العالمية وجدت في أعمال الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما يشفع له بأن يحتل المرتبة السادسة بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم؛ كونه انتهج طريقاً إصلاحياً شمل كل مناحي الحياة في المملكة، وأسهم في نشر ثقافة الحوار والتآخي الإنساني؛ فالملك عبدالله بن عبدالعزيز أنصف المرأة السعودية، وتوّج ذلك بقراره مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى عضواً؛ حتى تشارك شقيقها الرجل السعودي في تحديث وتطوير الأنظمة، وتسهم في مراقبة أداء الأجهزة الحكومية، وأحقيتها بترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية والمشاركة في الانتخابات بترشيح المرشحين واختيارهم. كما أن إصلاحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أحاطت بكل جوانب الحياة، منها إنفاقه أكثر من مئة وثلاثين مليار دولار على مشروعات اجتماعية، ودوره المحفز والفعَّال لمحاربة الفقر، وقراراته في تنفيذ مشاريع إصلاح التعليم العام والعالي وإصلاح القضاء، وتحسين الخدمات الصحية وإيجاد آلية عملية للقضاء على أزمة السكن مع اهتمامه بتحسين أداء جميع الأجهزة الاجتماعية والخدمية والأمنية؛ ما يجعل المواطن السعودي يتمتع بحياة كريمة تليق به بوصفه إنساناً يستحق أن يحصل على جميع حقوقه التي كفلها دين الإنسانية والعدل، الدين الإسلامي الذي تطبقه المملكة بحرص ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين تطبيقاً يتوافق مع ما شرعه الخالق من الحفاظ على حياة البشر وكرامتهم، دين الوسطية والتكافل، وهو ما انعكس على إسهامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في معالجة الأزمات والمشاكل التي تواجه الإنسان المعاصر في بقاع المعمورة؛ إذ امتدت مبادرات ومساهمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجعل عالم اليوم عالماً متسامحاً ومباً للسلام والأمن؛ فأطلق ثقافة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان السماوية والحضارات، وتبنى العمل العلمي والجاد لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، فضلاً عن إسهاماته المالية الكبيرة للتخفيف عن البشر والدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية والأزمات بسبب الفقر والانهيار في المناخ، وغيرها من المشاكل التي تحاصر الدول المحتاجة. فرجل إنساني مصلح يشارك أبناء شعبه والعالم أجمع همومه ليس فقط الأكثر تأثيراً في العالم، بل الأكثر التصاقاً بهموم العصر، وعامل فاعل للتخفيف من آلام البشر.