لم يكن مستغرباً أو مفاجئاً أن تصدر أوامر ملكية بهذه الأهمية وبتلك القيمة الكبيرة على مستوى الوطن وأن يتم اختياره - حفظه الله - مبكراً للمسؤول المناسب ووضعه في المكان المناسب؛ باعتبارها جزءاً من مرحلة إصلاحية كبيرة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بينما كانت الإشاعات وأحاديث المجالس تردد وتقول وتتنبأ وتشيع بغير ما أعلن عن بعضه أمس، فضلاً عن أن يكون كل ما أعلن عنه.
***
لكن الذي يعرف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما يتميز به من حكمة ودراية وخبرة واسعة، لا يستغرب منه أن يتصرف على هذا النحو المسؤول والحريص والمهتم بمصلحة شعبه؛ فيختار من بين رجالات البلاد للمرحلة القادمة كل هذه الصفوة المنتقاة والمشهود لها بالإخلاص والكفاءة والمقدرة لتقوم بإدارة ومسؤوليات وزارات وأجهزة ومؤسسات حكومية تتمتع بكل هذه الأهمية التي نعرفها ونعرف معها كم هو مليك البلاد حريص على أن تحافظ على مستويات النجاح التي بلغتها، وأن يقودها المسؤولون الجدد بما يضاعف ويزيد من نجاحاتها.
***
ولم يكتفِ الملك عبدالله باختيار الرجال، وهي مهمة صعبة، وبخاصة إذا علمنا أن المملكة تتمتع -ولله الحمد- بأعداد غير قليلة من الرجال المخلصين والأكفاء الذين يعتمد عليهم في خدمة الوطن والمواطن واستشراف المستقبل مبكراً لتحقيق هذا الهدف؛ فقد أدخل خادم الحرمين الشريفين إلى جانب اختيار الرجال تنظيمات إدارية ومؤسساتية جديدة ولأول مرة، وأعاد (هيكلة) بعض الجهات الحكومية؛ وذلك لتفعيل العمل في هذه القطاعات والقفز بنجاحها المنشود إلى مستويات مرضية، ضمن أهداف استراتيجية تعنيها الأوامر الملكية -تحديداً- لتكون بمثابة قيمة إضافية إلى أوامر سامية وقرارات سابقة لتحقق أهدافها تلك.
***
إن اختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع والأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الرياض والأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة الرياض والأمير خالد بن سلطان نائباً لوزير الدفاع، والأمير فهد العبدالله لرئاسة الطيران المدني بعد فصلها عن وزارة الدفاع والطيران، والأمير سعود بن نايف لمكتب سمو ولي العهد وغير ذلك من الأسماء وكذلك من التنظيمات الإدارية، وتوزيع بعض الاختصاصات بين بعض من شملتهم الأوامر الملكية، إنما يعد نقلة نوعية في عملية الإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، وفيها الكثير مما يلبي ويستجيب لتحقيق المصلحة العامة ويشير إلى مزيد من الإنجازات القادمة وفي مختلف الميادين.
***
ويكفي أن تقرأ الأوامر الملكية كما هي منشورة في هذا العدد من (الجزيرة) لتلمس كم هو حجم اهتمام المليك وحرصه ومتابعته لبلوغ الأهداف المرسومة التي سيكون في تحقيقها -إن شاء الله- على أيدي هؤلاء الرجال وبدعم ومتابعة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز، الخير الكثير للوطن والمواطن؛ فهم محل الثقة والأمان والاطمئنان، كما أن التنظيمات الجديدة إنما وضعت لخدمة هذه الأجهزة وتفعيل لدورها.