كل عام ووطنا بخير.
كل عام والقيادة السعودية بخير.
كل عام والشعب السعودي بخير.
يأتي عيد حج هذا العام مختلفاً بنكهة الإنجاز والفرح بتجاوز المصاعب والأحزان. هذا العيد يأتي بعد أحداث جسام مرت بها بلادنا، فما زادتها إلا تآلفاً ومحبةً وإنجازاً. يأتي هذا العيد وقد مرّت ببلدنا خلال الأشهر الماضية أحداث جسام لم تفت في عضده ولم تلهه عن أداء واجباته ومواصلة تحقيق مكتسباته.
حج هذا العام وكما تعوّدنا يتكرّر الإنجاز بتقديم خدمات مميّزة لضيوف الرحمن، رغم تزايد أعدادهم ورغم الظروف الدولية المحيطة باضطراباتها وتقلباتها وثوراتها. لم تتقاعس بلادنا عن خدمة ضيوف الرحمن من كل فج وصوب، دون تمييز ودون انحراف عن تيسير أداء الفريضة دون الخلط بين واجبنا تجاه المسلمين من كل بقاع الدنيا وبين الأحداث السياسية والظروف التي يمر بها كل بلد على حدة.
عيد هذا العام يأتي بعد أن منَّ الله على خادم الحرمين الشريفين بالصحة والسلامة وتجاوز الأزمة الصحية العارضة التي مرّت به. وقد أبان العارض الصحي الذي مرَّ به خادم الحرمين الشريفين حجم الحب والتقدير الذي يكنه الشعب السعودي لقائده وهو حب يبادل حبه - حفظه الله- لوطنه وشعبه، ويبين عن معدن الوفاء الذي يكنه المواطن السعودي لقيادته وثقته باقتدارها وعزمها الذي لم يكل عن تقديم كل ما فيه صالح البلاد والأمة. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية والقوة.
عيد هذا العام يأتي بعد فترة وجيزة من فقدنا لأحد رجالات الدولة الأفذاذ، سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي أفنى عمره في خدمة هذا الكيان وكان السند والعون لأخيه خادم الحرمين الشريفين وبقية ملوك بلادنا السابقين. لقد لمسنا ولمس العالم تقدير الشعب السعودي لما قدمه الراحل من جهد وعمل وخير في كل موقع مسؤولية تسلّمه، وسجل بوفائه كم هائل من الحب للراحل، سلطان الخير. رحم الله سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وألهم أخيه خادم الحرمين وبقية أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الصبر والسلوان على فراقه.
عيد هذا العام يأتي بعد أيام من تعيين سمو الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله- ولياً للعهد، نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ليكون خير سلف لخير خلف بإذن الله. وسموه يحمل من الحنكة والدراية بشؤون الدولة ما يمنح هذه البلاد الاطمئنان باستقرارها ونمائها. تهنئة لسموه بثقة القيادة والشعب باختياره ولياً للعهد.
العالم العربي والإسلامي يموج حولنا بالصعوبات والمشاكل، ورغم ذلك تبقى بلادنا منيعة ضد الفوضى وضد الهدم، تواجه أحزانها وأمورها بثبات، تنتقل فيها المسؤوليات من قائد إلى آخر بسلاسة ويسر، دون أن تنسى واجباتها التي أخذتها على عاتقها باعتبارها قبلة الإسلام والمسلمين. حفظ الله بلادنا من كل مكروه ووفّق ولاة أمرها لما فيه خدمة هذا الوطن والأمة العربية والإسلامية جمعاء.
كل عام وأنتم قراءنا بخير وأعاد الله عليكم الأعياد بالمسرات والأفراح.
malkhazim@hotmail.com