بقلوب آمنة مطمئنة استقر ضيوف الرحمن في مقر إقامتهم بمنى بعد أن أدوا الوقوف على صعيد عرفات، وباتوا ليلتهم في مزدلفة، ورموا جمرة العقبة الكبرى، ونحروا هديهم، وحلقوا أو قصروا شعورهم، وأدوا طواف الإفاضة، في تراتب سلس ومريح لقرابة ثلاثة ملايين حاج، وبصورة مثالية رائعة وسط متابعة دقيقة وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقد تميز حج هذا العام بإنجازات عديدة وكبيرة تُضاف إلى الرصيد التراكمي لما حققته المملكة العربية السعودية في أعمال رائعة وزاهية في مجال خدمة ضيوف الرحمن ومساعدتهم على أداء شعيرة الحج في يُسر وسهولة.
فقد تميز حج هذا العام - رغم زيادة عدد الحجاج بأكثر من ثلاثمائة ألف حاج - بالخدمات التي ارتقى مستواها، خاصة في مجالات تصعيد الحجاج إلى عرفات ثم نفرتهم منه إلى مزدلفة، ثم العودة إلى منى بعد القدوم إلى البيت الحرام لأداء طواف الإفاضة؛ فقد ساهم قطار المشاعر المقدسة في تخفيف الضغط على تصعيد الحجاج إلى منى ثم نفرتهم منها؛ إذ استفاد أكثر من 270 ألف حاج في الصعود إلى صعيد عرفة والنفرة منه، وقد تمت جميع رحلات القطار في أوقاتها مثل عمليات التردد التي أنجزتها الحافلات في وقتها المحدد.
كل هذا تم وسط توافر خدمات صحية عالية المستوى واستعداد تام لأجهزة الأمن العام والدفاع المدني وتوافر المياه والغذاء لجميع ضيوف الوطن.
مرة أخرى تؤكد المملكة العربية السعودية قدرتها من خلال توفير جميع الإمكانات التي لا توجد حتى في أكثر الدول تقدماً؛ إذ استعملت لأول مرة عربة مقطورة لمواجهة خطر المواد الإشعاعية، وهي الوحيدة من نوعها في العالم، التي صُمِّمت بفكر سعودي، ونفذتها ثلاث شركات عالمية.
الحمد لله أن تحقق هذا الإنجاز الكبير، الذي تم بمتابعة وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده، وشارك في تحقيقه رجال نذروا أنفسهم لخدمة دينهم وعقيدتهم ثم مليكهم ووطنهم الذي يعتز بأن شرفه الله بخدمة بيته الحرام ورعاية ضيوفه حجاج بيت الله الحرام، ويعتز ويفخر بأن تحققت كل هذه الإنجازات الكبيرة.