نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14254 في 10-11-1432هـ تصريح معالي وزير العدل حول تنظيم ملتقى الاتجاهات الحديثة في العقوبات البديلة خلال الأيام 17 و18 و19 من شهر ذي القعدة الحالي ضمن المرحلة العملية لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء. وتعليقاً عليه أقول إن تطبيق العقوبات البديلة في الأحكام القضائية بدل السجن والجلد خطوة جيدة ونقلة موفقة في القضاء السعودي، وقد طبقها الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض أسرى بدر حين قرر أن يعلم كل أسير عشرة أطفال من أطفال المسلمين القراءة والكتابة مقابل فك أسرهم. فمن مقاصد الشريعة الإسلامية في الأحكام القضائية أن تكون أحكاماً إصلاحية سلوكية أخلاقية تقويمية، وليست أحكاماً تعذيبية جسدية ونفسية من سجن وجلد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تجلدوا أكثر من عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله. ومن مقاصد الشريعة الأخذ بأخف الأحكام الشرعية وأيسرها. وكلنا نعلم بقصة الصحابي الذي باشر زوجته وهو صائم في رمضان وكيف أن الرسول خفف عليه الكفارة إلى أن يطعم 60 مسكيناً، ثم أمره أن يطعمها لأهله رفقاً به وتخفيفاً عليه. ومن أهم البدائل حفظ أجزاء من القرآن الكريم أو من كتب السنة النبوية المطهرة وبالالتحاق بدورة تدريبية في الإسعافات الأولية، أو الانخراط في أحد البرامج المدنية التطوعية أو العمل في الهلال الأحمر أو الدفاع المدني لمدة معلومة، أو إلزامه بتنظيف عدد من المساجد أو تنظيف دورات المياه في عدد من المساجد والميادين حسب خطة مدروسة ومشرف عليها من الجهات المختصة، أو تنظيف عدد من مقرات الجهات الحكومية أو تنظيف الشارع الذي يقع فيه بيته يومياً لمدة معلومة أو تنظيف عدد من الشوارع يومياً خلال مدة محدودة أو غرس عدد من الأشجار في أماكن محددة أو العمل في نشاطات الجمعيات الخيرية أو جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، أو غير ذلك من البدائل النافعة.
محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط