|
الجزيرة - الرياض :
توّج السد القطري بطلاً لدوري أبطال آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على شونبوك موتورز الكوري الجنوبي بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي 2-2 في المباراة النهائية أمس السبت في جيونجو الكورية الجنوبية. سجّل للسد وو يون سيم (29 خطأ في مرمى فريقه) والعاجي عبد القادر كيتا (69)، ولشونبوك البرازيلي اينينيو اوليفيرا جونيور (10) ولي (90+2). وهي المرة الأولى التي يصل فيها النهائي إلى ركلات الترجيح أو حتى إلى التمديد. وأعاد السد اللقب إلى الفرق العربية ومنطقة غرب آسيا بعد أن احتكرته الفرق الكورية الجنوبية واليابانية منذ عام 2006م.
أقيمت المباراة النهائية في كوريا الجنوبية للمرة الأولى بعد أن احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو في النسختين الماضيتين. وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عدل نظام النهائي، فبعد أن كان يُقام من مباراتين ذهاباً وإياباً منذ انطلاق الحلة الجديدة للبطولة في 2003، فضل إقامة مباراة نهائية واحدة بدءاً من نسخة 2009. السد سيمثّل القارة في كأس العالم للأندية التي تحتضنها طوكيو في كانون الأول - ديسمبر المقبل، بعد أن استضافتها أبوظبي في النسختين الماضيتين اللتين شهدتا تتويج برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي على التوالي.
وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها فريقا كوريا جنوبيا مع فريق عربي في نهائي البطولة، ففي نسخة 2004، التقى الاتحاد السعودي مع سيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبي، خسر الأول ذهاباً في جدة 1-3، وسحق منافسه إياباً في سيونغنام 5-0 ليحرز اللقب، وفي نهائي 2006، توج شونبوك بالذات بطلاً على حساب الكرامة السوري بفوزه عليه 2- صفر ذهاباً في جيونجو وخسارته أمامه 1-2 إياباً في حمص. كان نهائي 2006 مفصلياً بالنسبة إلى التنافس بين الشرق والغرب، وخصوصاً بين الفرق العربية ونظيرتها الكورية الجنوبية واليابانية، إذ إن شونبوك أوقف احتكار العرب للقب ونقل كأس البطولة إلى شرق القارة. دون العين الإماراتي اسمه كأول بطل لدوري أبطال آسيا عام 2003، خلفه اتحاد جدة في نسختي 2004 و2005 (الوحيد الذي توج مرتين حتى الآن)، ثم جاء دور شونبوك في 2006، ولحق به اوراوا رد دايموندز الياباني (2007)، ومواطنه غامبا اوساكا (2008)، ليعود اللقب إلى كوريا الجنوبية عبر بوهانغ ستيلرز (2009) وسيونغنام ايلهوا (2010). مجريات المباراة كان شونبوك أكثر تصميماً على التسجيل في بداية المباراة مستفيداً من سرعة تحرك لاعبيه وتمريراتهم القصيرة، فشكل خطورة على مرمى السد الذي اعتمد لاعبوه في المقابل على التكتل الدفاعي والتمريرات الطويلة إلى السنغالي ممادو نيانغ والعاجي عبد القادر كيتا. تدخل حارس السد محمد صقر مبكراً وتحديداً في الدقيقة الخامسة لإبعاد خطر كرة قوية، حيث التقطها على دفعتين، ثم سيطر على كرة رأسية باتجاه الزاوية اليمنى (15).
حصل شونبوك على ركلة حرة على مشارف المنطقة إثر تدخل لوسام رزق فانبرى لها البرازيلي اينينيو وأرسلها ببراعة في الزاوية اليسرى للمرمى لم يحرك لها صقر ساكناً (19). حاول اينينيو مجدداً بعد دقيقتين حين أرسل كرة كان لها الحارس بالمرصاد. تكافأ الأداء بعد تقدم السد أكثر إلى الهجوم فلم يتأخر هدف التعادل الذي جاء بعد مرور نحو نصف ساعة على انطلاق المباراة حين مرر نيانغ كرة عالية من الجهة اليسرى باتجاه كيتا لكن المدافع وو يون سيم وضعها برأسه في مرمى فريقه عن طريق الخطأ. انطلق الشوط الثاني بندية متبادلة قبل أن تبدأ الخطورة الكورية تدريجياً عبر سلسلة من الفرص أبرزها حين أبعد محمد صقر كرة من ركلة ركنية من الجهة اليسرى كانت في طريقها إلى المرمى (58). حاول الأوروغوياني خورخي فوساتي تفعيل تشكيلته وفق المجريات فأشرك طاهر زكريا بدلاً من محمد كاسولا الحاصل على بطاقة صفراء.
خطف السد هدفاً ثانياً إثر انطلاقة سريعة عبر الجزائري نذير بلحاج من الجهة اليسرى الذي مررها إلى خلفان إبراهيم القريب منه فحولها الأخير إلى عبد القادر كيتا الذي حضّرها لنفسه أمام مدافعين وأطلقها قوية ببراعة في الزاوية اليمنى لمرمى بارك ووي جاي (61).
ضغط شونبوك لإعادة الأمور إلى نصابها وكاد يدرك التعادل بعد ثماني دقائق إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى أحدثت بلبلة، فاولا ارتدت كرة رأسية للي دونغ غوك من القائم الأيسر، ثم أطلق شونغ هون واحدة صاروخية فوق المرمى. حفل ربع الساعة الأخير بالخشونة ما أدى إلى توقف اللعب أكثر من مرة. وافلت مرمى السد من هدف التعادل قبل دقيقتين من النهاية حين حول صقر كرة ارتطمت بالقائم الأيسر وتابعت طريقها إلى خارج الملعب.
لكن شونبوك لم ييأس وخطف هدف التعادل في الوقت بدل الضائع إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى وصلت منها الكرة إلى سونغ لي قرب القائم الأيمن فوضعها في المرمى. سيطر الفريق الكوري على الشوطين الإضافيين تماماً وحصل على فرص بالجملة كان أخطرها في الدقيقة 113 التي كان قريباً فيها من تسجيل هدفه الثالث لولا تدخل محمد صقر لإبعاد الكرة إلى ركلة ركنية في اللحظة المناسبة. وأناب القائم الأيمن عن صقر لإبعاد هدف آخر بعد دقيقتين. نال البديل القطري علي عفيف إنذارين وطرد من الملعب في الدقيقة الأخيرة. وحسم السد اللقب بركلات الترجيح 4-2 بعد أن نجح محمد صقر بالتصدي للركلتين الثانية والثالثة. أدار المباراة الحكم الأوزبكي رافشان ارماتوف.