إذاكان أسلوب العمل الجماعي سواء عن طريق فرق العمل أو عن طريق الاجتماعات شبه اليومية التي تعقد في المؤسسة الإدارية أو في ميدان العمل من أنجح الأساليب التي تدار بها الأعمال لكونها تؤدي إلى إنجاز الأعمال في وقت سريع ولأنها تعتمد على عنصر المشاركة من سائر المعنيين..
.. ولأنها تحفز على طرح الآراء والمقترحات مما يجعل القرارات التي تتوصل إليها تلك الفرق أو الاجتماعات هي الأقرب للصحة باعتبار أن المسؤولين أو المختصين المعنيين يشاركون في صياغة تلك القرارات بحكم خبرتهم أو تأهيلهم، فإن النهج الذي يسلكه بعض المديرين أو المسؤولين بإنجاز الأعمال عن طريق ما يعرف بالمجموعات الصغيرة يعتبر أسلوباً منبوذاً في علم الإدارة العامة.
ويعنى أسلوب العمل بالمجموعات الصغيرة قيام المسؤول باختيار عدد من الموظفين من سائر القطاعات قد يكونون قياديين أو مختصين لكي يقوم بإنجاز الأعمال معهم، واختيار المدير أو المسؤول لهؤلاء ليس لأنهم الأكفأ، فقد يوجد من هو أكفأ منهم ولكن لأن المسؤول يرتاح نفسياً لهم للعديد من الأسباب ذات الطابع الشخصي.
وأسلوب العمل عن طريق المجموعات الصغيرة نهج منبوذ في علم الإدارة العامة كما سبق أن أشرنا للأسباب التالية:
- أنه يتعارض مع التنظيم الموضوع للمؤسسة الإدارية، فحركة العمل حسب هذا التنظيم ينبغي أن تتم حسب تقسيمات هذا التنظيم من الهرم حتى القاعدة وليس بما يتعارض معه.
- أن فيه تجاهلا للقياديين والمسؤولين الآخرين الذين لم تشملهم هذه المجموعات الصغيرة وبالتالي يؤدي إلى الإحباط لديهم إذا علموا أنه ليس لهم دور في صنع القرارات الرئيسية.
- أنه يؤدي إلى ضعف القرارات التي تصدر بواسطة هذا الأسلوب وذلك لانتفاء العمل الجماعي حولها، ولعدم إحاطة المجموعة الصغيرة التي يعتمد عليها المسؤول بما يحكم العمل في الجهة الإدارية من أنظمة وتعليمات.
- أنه يؤدي بالمسؤول إلى قصر المزايا المادية والترقيات على أفراد المجموعات الصغيرة الذين يعملون معه دون سواهم وإن كان غيرهم هم الأكفأ والأكثر عملاً ومسؤوليات، كما يؤدي بأفراد هذه المجموعات إلى استدراج المسؤول لترقية من يرتاحون له من زملائهم في المؤسسة وإن كان يوجد من هو أكفأ منهم.
- أنه يؤدي إلى عزل المسؤول سواء كان المسؤول الأعلى في الجهاز أو غيره عن باقي القطاعات والموظفين، ولذلك فإن المسؤول الذي يعتمد على هذا الأسلوب في إدارة العمل لا يميل إلى عقد الاجتماعات مع مسؤولي الجهاز لمناقشة قضايا العمل أو تطوير أساليبه، ولا إلى الزيارات الميدانية للقطاعات والإدارات، فهو دائماً قابع في مكتبه ينتظر ما يرده من أعمال وتقارير سواء من المجموعات الصغيرة أو غيرها.
- أنه يؤدي إلى إثارة الشحناء والضغائن بين الموظفين ورؤسائهم إذا علم الرؤساء أن بعض مرؤوسيهم هو من يشارك في صنع القرارات وليسوا هم .
ونخلص مما تقدم إلى أن الواجب هو التزام المسؤول بالتنظيم الموضوع لمؤسسته من قبل السلطات العليا وأن تتم حركة إنجاز العمل بمقتضاه لأن ذلك يؤدي إلى مشاركة الجميع في صنع القرارات وتحديد للمسؤوليات وتحقيق للعدالة.
asunaidi@mcs.gov.sa