أنهت مجموعة العشرين اجتماعاتها في كان الفرنسية دون تقديم أي دعم مادي لمنطقة اليورو واكتفوا بالمعنوي فقط مؤكدين أن الحل يجب أن يكون أوروبيا بحتا وعلق الرئيس الامريكي أنها شاهد بام عينه تعقيدات بناء القرار الأوروبي في ما يخص أزمتهم واتفقت جميع الدول من خارج أوروبا المنضوية تحت لواء مجموعة العشرين أنهم لا بد أن يلمسوا من أوروبا نفسها إشارات واضحة تعطيهم الفرصة لاتخاذ قرار الدعم وحجمه أيضا، لكن الأوربيين ما زالوا إلى الآن مترددين ومتخبطين بنفس الوقت والعذر في هذه الحالة موجود فهذه أول أزمة تواجه منطقة اليورو منذ تأسيسها عام 1999 وقد وضح بشكل جلي الأخطاء التي واكبت إطلاق اليورو فقد كان القرار سياسيا بامتياز حسب كل الدراسات الحديثة ودخلت المنطقة دول لا تملك مواصفات العملة وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي عندما قال إن ضم اليونان لليورو كان خطئا من البداية.
وقد جاءت مفأجاة رئيس وزراء اليونان بأنه يعتزم إجراء استفتاء عام على الخطة بمثابة الصدمة العنيفة لقادة أوروبا والعالم ايضا لكن قرار باباندريو كان ذكيا بامتياز فالرجل مقتنع بالخطة وهو من عمل على التوصل لها ولكن شعوره أن الشارع اليوناني لم يتفهم بعد خطورة الوضع اليوناني وانعكاسه السلبي على اليوور والعالم هو ما دفعه لهذا القرار والذي تراجع عنه بضغط أوروبي وحتى برلماني من دولته لينتهي إلى تصويت على الثقة بحكومته والتي جاءت نتيجته لصالحه وأن كان ذلك قد يدفعه للتخلي عن منصبه لصالح تشكيل حكومة أخرى بأشخاص آخرين إلا أنه أراد أن ينقذ بلاده بالموافقة على الحل الذي توصل له مع شركائه الاوروبيين حتى لو كان بإدراة أخرى تضم كل اطياف المجتمع السياسي اليوناني
وأراد رئيس الوزراء اليوناني أيضا أن يضمن تقديم باقي حزم الاصلاح وما تم الاتفاق عليه من خلال تأكيد الأوروبيين له بأن المساعدات قادمة لكم لا محالة ولن يكون هناك تردد بها إطلاقا وسنقبل بكثير من الإجراءات التي تتخذونها بحيث توازن بين الحالة الداخلية لليونان وحالة المنطقة التي تعيش أزمة كبيرة تقف فيها كل الحلول على نجاحهم باليونان أولا وقد يساعد قرار باباندريو اي حكومة تأتي بعده للحصول على مزيد من خصم الديون لكي تتمكن اليونان من العودة سريعا لوضع يسمح لها بدعم اقتصادها ومنطقة اليوور ايضا
فالجميع بات يعلم أن أي فشل اوروبي يعني إفلاسا ماليا ليس لها فقط بل للقطاع المالي الأوربي ومعه كبرى البنوك الأمريكية والآسيوية فالتداعيات ستطال إيطاليا مباشرة وهنا ستكون الكارثة ولذلك لم يكن أمام الحكومة اليونانية إلا أن تنتقل الى مرحلة الطفل المدلل بدلا من حالة التانيب التي عاشوها خلال الأشهر الماضية والتي ولدت ضغطا في الشارع اليوناني تفجر بمظاهرات عارمة لقد رأى الأوبيين بأم أعينهم ماذا سيحدث لو تاخروا بإنقاذ اليونان والتخفيف من الإجراءات الصارمة التي فرضوها عليها وحالة التردد التي طالت كثيرا.
السياسة هي من ساهمت بمشكلة اليوور من خلال سرعة توحيد المنطقة نقديا قبل أن توحد ماليا وهي الآن من تتحمل الضغوط والمسئولية كبيرة عليها ولكن أراد اليونانيين أن يتحركوا سياسيا أيضا باتجاه يرد لهم مكانتهم كدولة عضو بالاتحاد الأوربي وليسوا فقط من ينصاع للحلول ويتم التحكم بهم دون مراعاة لوضعهم الداخلي فكان الرد قاسيا ومرعبا للأوروبيين عموما ونقل الكرة لملعبهم حتى أصبحوا هم من ينتظر موافقة اليونان على حزمة الحلول وليس العكس.
وكل عام وأنتم بخير