كم تتوق مشاعر أهل الإيمان، لتلك المشاعر؟! فالمؤمن الذي نأت به الديار، وحبسته بأمر الله الأعذار، يتفطر قلبه وتذرف عيناه، حينما يرى الحجاج قد رحلوا، وإلى الله قد وفدوا، وفي عرفات قد وقفوا، وفي المزدلفة قد قربوا، وفي منى قد باتوا؟ فإن لسان حاله يقول: (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً، وكم يشعر المفرط بالحسرة والأسى حينما يعود الحجاج إلى بلدانهم وهو قد حبسه الكسل والغفلة والتفريط؟
فالبدار البدار فإن الفرص فواتة، والحياة ساعة، والنفس طماعة، فلنزمها القناعة؟! وكم يسعى إبليس وجنوده ليصدوا كثيراً من الناس عن الحج بالتسويف؟!
فالموفق من وفقه الله ووفقه وقربه ورزقه العزيمة الصادقة، والمبادرة الباكرة، قال تعالى: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه .. رزقنا الله العزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر.
د. سعيد بن غليفص
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
البريد الإلكتروني sgk- 700@hotmail.com