عيد اليوم فرصة ممتدة ليوم أمس, لأن يهتبل الحجيج الدعاءَ..
الدعاء الشامل الخاص..
دعاء يشمل بلاد المسلمين.., وكل من يشهد بوحدانية الله فيها..
بل لكل إنسان على الأرض، يعاني من قهر الظلم، والجهل، والضلالة، والمرض، والشتات..
من فقر الأرواح لمعرفة الحقائق، ولكشف الظلامة عن الصدور..
وللهداية إلى مستقيم الدروب..
إلى أن تطهر النفوس، وتنور العقول.., وتعي المدارك..
لأن تصبح الأرض خضراء بالطيبات, بعد أن احترقت بالسيئات..
لأن تحقق مفاهيم الحق, والعدل، والحرية للإنسان، ليعرف طريقه إلى حقيقة خلقه، وأسباب وجوده، وأدواره الصحيحة، في مسار الحياة،...
ولأن يدرك حدوده الزمنية في مفهوم أجله المقدر له..
وواجبه الرئيس, في مفهوم دوره المسيَر فيه...
عيد ملايين الأفواه في مشاعر التقديس لجلال من خلق سبحانه، وعُبد وحده تعالى ..فأطيع ودُعي...
تلهج إليه.. لربها تطلبه القبول، وقد قصدته من الأقاصي، وكل اتجاه..., ولأنها تؤمن أنه تعالى الأقرب, الأقدر على الإجابة.., فإنها فرصة للإلتجاء إليه،...
بالدعاء الخاص، لكل نفس أن يلهمها رشدها في خلقه..،
وأن يهبها من نوره ما يدلها على صراطه..،
ويمكنها من أن تستقيم... لتفلح...
فالحياة للإنسان زمن مهدر, ما لم يهتد...،
وفرصة ضائعة, ما لم يعمل...,
ونتيجة فانية, مالم يفز...
اليوم العيد،...
كم سيكون مفرحاً للنفوس أن استطاعت جعل جزء من دعائها لكل البشرية,
بعد أن أصبحت الحياة لهم بسعة الكف في المعصم...,
تقارب الناس فيها، واختلطت الحاجات، وتماثلت..
والله وحده خالق الكل..،
وهو القادر وحده على أن يهيئ بالدعاء الشامل، سعادة من خلق..
بعد أن أشقتهم نفوسهم كثيراً...
فهل يتذكر الحجيج الدعاء لكل البشرية.. ويخصون من يماثلهم عقيدة ويقيناً..؟..
عند ذلك سيكون للعيد طعم، لا أرحم، ولا أعذب, ولا أنقى منه..
عذوبة الأخوة، وهوية اليقين، ونقاء الانتماء..