ذبحنا أضحياتنا وانتهينا، ويا رب القبول، ويبقى في القلب غصة، ففي كل عام تزداد الأسعار عن العام الذي قبله، دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب. ورب قائل يقول: إن الأضحيات مثلها مثل كل السلع الأخرى التي ترتفع أسعارها أسبوعاً بعد أسبوع، دون أن يظهر علينا ابن حلال، ويوقف هذه المجازر المالية، التي لا حول لرواتب المواطن البسيط بها.
قد لا يعرف أحد، كيف يمكن للمؤسسات المعنية أن تضع حداً لهذا الغلاء المضطرد في أسعار الأضحيات، لكنها لو أرادت أن تفعل، لأوجدت حلاً. هي لا تريد أن تفعل. هي مؤمنة بإقتصاد السوق الحر:
- إن لم تشتر، سيشتري غيرك! وإذا لم يعجبك سعر الطلي النجدي أو النعيمي، اذهب الى أقرب جمعية خيرية، واجعلهم يضحون لك في كينيا.
أظن أن الكثيرين يضغطون على ميزانياتهم المحدودة، لكي يشتروا أفضل ما في السوق، تقرباً إلى الله، ولو أن الأفضل سعره معقول وغير مبالغ فيه، لما صارت الأضحية هماً اقتصادياً على المضحي. وأرجو ألا نعود لنتحدث عن كون الأضحية ليست ركناً ولا فرضاً، الأفضل أن نتحدث عن مراقبة جادة للسوق، ووضع تسعيرات ملزمة للتجار، وعقوبات رادعة لمن يتجاوزها.