قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) وما أعظم الشكر إن كان بحق الأوفياء ورجالات الوطن الذين نذروا أنفسهم لخدمته، وما أجمل أن تجسّد مؤسسات المجتمع ذكرى أولئك الرجال المخلصين الذين خلّد التاريخ أسماءهم ومواقفهم المشرفة، ولقد فعلت خيراً جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تلك الجامعة الشامخة التي أطلقت قاعة باسم معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري - رحمه الله - لأن ذلك الوفي خدم الدين والوطن وولاة الأمر فيستحق أن يكون اسمه في كل مكان في وطن الشموخ والإباء، ليتذكر الجميع اسمه الكبير وأفعاله الكثيرة ومواقفه المشرفة لأنّ كل من عرف أبا عبدالمحسن - رحمه الله - سيرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة واسعة ولكي يتذكر هذا الجيل مواقف النبلاء ومواقف الأصلاء.
ولقد حظيت كغيري ممن خدموا معه بالحرس الوطني عن قرب بتفانيه وحبه للخير وإنكار الذات, كان بتواضعه وأخلاقه يحتوي كل المشاكل التي نتعرّض لها وكان - رحمه الله - يعاملنا معاملة الأبناء, لقد تشرّفت بمرافقته ومعرفته, كان ليّن الجانب متسامحاً، كان يحتوي الجميع بحلمه وعقله الكبير، وقد كان لي الشرف أيضا أن أكتب فيه قصيدة رثاء عندما توفاه الله, وأقول بكل أمانة إنّ كل من عرف ذلك الرجل الشهم لا يمكن أن ينساه أبداً، ولا نملك في هذه العجالة إلاّ أن ندعو الله أن يسكنه فسيح جناته.
وشكراً جامعة الأمام, لقد أحسنتم, وما جزاء الإحسان إلاّ الإحسان.