وسط بحر متلاطم من العواصف والمشاكل تعيش المملكة العربية السعودية في أمن وطمأنينة وحياة رغيدة كجزيرة هادئة يتعايش أهلها ومن يفدون إليها بهناء وسعادة. وفي الوقت الذي ينشغل فيه ما حولنا بمشاكل لا تُعَدّ ولا تُحصى تعاملت المملكة مع أكبر تحدٍّ تواجه دولة في مكان محدد وزمن محسوب بدقة بكثير من الحنكة والسلاسة والهدوء. وإذ يبحث غيرنا عما يعيد الهدوء والاستقرار إلى أوطانهم نبحث هنا في المملكة عما يُعلي بناء بلدنا ووطننا، وأن نقدم أقصى درجات الأمن والاطمئنان لضيوف الرحمن الذين قَدِموا إلى البلد الأمين محاطين بأعلى درجات الضيافة والكرم والإحاطة بكل ما يخفف عنهم عناء السفر والبُعد عن الأهل والأوطان.
لا يشغلنا في بلادنا المقدسة أي شيء عن تقديم أفضل ما يمكن تقديمه إلى ضيوف الرحمن؛ حيث تفرغ الجميع، بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين ورجالات الدولة إلى أصغر شاب من شباب المملكة مواطنين ورجالاً ونساء من أجهزة أمن ومقدمي الخدمة الصحية والحماية المدنية وعمال النظافة، متوخين فقط إرضاء خالقهم الذي شرفهم بخدمة ضيوفه، الذين حتماً سيحتفظون بذكريات طيبة عن البلد الأمين وأهله، وذكريات إيمانية عطرة ستظل تختزنها جوانحهم وأفئدتهم عما وجدوه من إحاطة تامة وتفرغ الجميع لخدمتهم ورعايتهم. ولأن الحجاج تفرغوا للعبادة، عبادة الله الواحد القهار وحده، فقد وجدوا كل الاهتمام والحب والتقدير.
السعوديون قيادة وشعباً، إيماناً منهم بقدسية شعيرة الحج، عملوا على أن تكون مدة إقامة الحجيج في الديار المقدسة إقامة إيمانية، ملؤها المحبة والأخوّة الإسلامية الحقة، دون الانشغال بتوافه السياسة والخلافات الطائفية. ولأن من قَدِموا إلى بلادنا انشغلوا فيما قَدِموا من أجله، وهو عبادة الواحد الأحد، فقد وجدوا الروحانية والاهتمام من أهل هذه البلاد المقدسة، الذين لا يهمهم إلا البذل والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن.
ولأن الجميع عرفوا ما عليهم من واجباتهم فقد حصلوا على أكثر مما كانوا يأملون من حقوق، حق الأمن والأمان والرعاية والضيافة الكريمة والخدمة المتميزة التي يستحقونها وأكثر؛ لتؤكد قيادة المملكة وشعبها المؤمن أنهم خير مَنْ يرعون مصالح المسلمين كافة.