|
دمشق- باريس- واشنطن- وكالات
بدأ المجلس الوطني السوري المعارض تحركاً واسعاً لدفع جامعة الدول العربية إلى تبني «موقف قوي» ضد النظام السوري في ظل استمرار العمليات العسكرية في عدد من المدن السورية, حسبما أعلن المجلس في بيان أمس الثلاثاء. وقال المجلس إنه «بدأ تحركاً سياسياً واسعاً بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للأوضاع داخل سوريا، خاصة في مدينة حمص، التي تحاصرها القوات السورية». وأوضح أن خطة تحركه «تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر، والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والعراق والأردن والامارات وليبيا والكويت؛ لإطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق». وعدّد البيان خمسة مطالب، هي «تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية» و»فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قِبل الدول الأعضاء على النظام السوري» و»نقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية».
أما الطلبان الباقيان فهما «دعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين، خاصة في حمص، وإرسال مراقبين دوليين، والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى سوريا بكل حرية» و»الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للثورة والشعب في سوريا».
وعلى الصعيد الميداني قُتل 17 سورياً أمس الثلاثاء في أنحاء متفرقة من البلاد في يوم دام جديد، بينهم 8 من عناصر الجيش والأمن السوري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري لقوا حتفهم إثر كمين نصبه لهم مسلحون يُعتقد أنهم منشقون (عن الجيش) جنوب مدينة معرة النعمان بإدلب. وقال سكان ونشطاء أيضاً إن ستة مدنيين، من بينهم امرأتان وطفلة في الثامنة من العمر، قُتلوا في أماكن أخرى في حمص وريفها مع استمرار حملة الجيش لقمع الاحتجاجات وتمرد ناشئ ضد الأسد. وقال الناشط السوري المقيم في لبنان عمر إدلبي إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم عندما هاجمت القوات السورية مدينة حماة في وسط غرب سوريا تحت وابل من القصف الشديد. وقال إدلبي إنه يبدو أن الدور قد جاء على حماة بعد قصف حمص. مضيفاً بأنه تلقى تقارير تفيد بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات في أعمال القصف. وأوضح أن أفراد الشبيحة التابعين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ينفذون عمليات دهم للمنازل واعتقال لأفراد في مناطق داخل حماة، وأنهم قد صاروا خارج سيطرة الحكومة. وذكر أن المدينة تعاني حالياً انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف والإنترنت. وأعلن نشطاء وسط حمص «منطقة منكوبة» بعد نحو أسبوع من القصف المدفعي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 110 أشخاص. وتحاصر القوات السورية حمص منذ أسبوع، وسكانها محرومون من الغذاء والماء والدواء، ووصفت الوضع «بالمروع». إلى ذلك أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن أعمال القمع في سوريا أوقعت أكثر من 3500 قتيل. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحفي إن «القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا أودى بحياة أكثر من 3500 شخص حتى الآن». من جهة أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن تصرفات السلطات السورية «غير مقبولة على الإطلاق»، وإنها «لم يعد ممكناً الوثوق بها». وأضاف جوبيه بأن سوريا تشهد «جولة جديدة من القمع» بعد المبادرة العربية، وأن فرنسا تعمل على زيادة الضغط الدولي على دمشق وتعزيز الروابط مع المعارضة السورية. بدورها اعتبرت الإدارة الأمريكية الاثنين أن النظام السوري بدأ يشعر بتأثير العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ لمعاقبته على قمعه الدموي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند: «تلقينا معلوماتتقارير من السفارة حول تأثير (العقوبات) على مالية النظام».
من جهته هدَّد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله القيادة السورية بفرض عقوبات جديدة عليها إذا استمر النظام في التصدي العنيف للمتظاهرين. وقال فيسترفيله في تصريحات لصحيفة «هامبورجر آبندبلات» الألمانية الصادرة أمس الثلاثاء: «سنزيد الضغط بالتعاون مع الجامعة العربية إذا لم يوقف نظام الأسد العنف ضد شعبه».