|
الكلمة الضافية الوافية الشافية والحكيمة التي أطلقها سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز إبان استقبال سموه للمبايعين من كبار المسؤولين والمواطنين جسدت أشكال ومضامين العلاقة القائمة بين القيادة والشعب، وأطرت لمنهج قويم متزن ارتكز على رعاية التنمية بكل أشكالها وبناء الوطن على أسس متينة ذات قدرة عالية على استشراف المستقبل والتعرف على الحاجات وفق الأولويات.
لم يكن نايف بن عبدالعزيز طارئاً على العمل السياسي التنموي؛ فقد كان، ولا يزال، رمزاً من رموز وطن شق الطريق باقتدار نحو العلا بحكمة قادته وحنكتهم وإخلاصهم المشهود في كافة أصقاع الأرض وبوعي مجتمع ارتضى الاحتكام إلى النهج الإسلامي القويم وتمسك بمقومات النهضة والرقي؛ ولهذا تجاوزت المملكة العربية السعودية الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وظلت عصيةً على المتآمرين الضامرين الشر بوسائل عديدة وأشكال متعددة، لا لشيء إلا لمحاولة إيقاف أدوار مشرفة تهدف إلى رقي الأمة الإسلامية جمعاء.
ولأن الأمن مكتسب هام في حياة الشعوب؛ إذ يأتي دائماً على قائمة الحاجات والأمنيات والرغبات لكافة المجتمعات؛ فقد كان التقدير والإجلال لنايف بن عبدالعزيز بحجم رعايته لهذا المكتسب بعد أن أضحت البلاد واحة من واحات الأمن الوارف برغم المحاولات الفاشلة لزعزعة تلك الحالة الفريدة بين حين وآخر من قبل فئات ذات أهداف تدميرية بدافع الحقد تارة والحسد تارة أخرى.
ويأتي تعهد سمو ولي العهد باستمرار النهضة والنمو تأكيداً لإيمان قاطع بأهمية مواكبة العصر في إطار تشريعات إسلامية وجدت وتجد من يحترمها ويجلها؛ فأعماله -رعاه الله- تشير إلى حكمة ووعي منذ أن كان نائباً لسمو أمير الرياض آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وتغمده بواسع رحمته وجزاه عنا وعن الأمة جنات عدن خالداً فيها.
لقد كان سمو ولي العهد الأمير نايف سنداً لقادة هذا الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-؛ فاكتسب خبرة واسعة وكبيرة ونجح نجاحاً باهراً في كل المهام الموكلة إليه وقدم من التضحيات ما لا يمكن حصره من الجهد والوقت، وعمل بصمت بعيداً عن الضجيج؛ فتحدثت أعماله منبئةً بقدرة فائقة وحكمة كبيرة، وعندما صدرت الأوامر الملكية الأخيرة بتعيينات صائبة في أعقاب رحيل سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز أيقنا جميعاً نبل الأهداف وحسن المسيرة وزادت الطمأنينة في النفوس لما لمسناه من حكمة متناهية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لا لشيء إلا لأن سلمان بن عبدالعزيز الذي شمَّر عن ساعديه منذ نعومة أظفاره لدخول معترك الحياة العملية كان ناجحاً بكل المقاييس، وترك أثراً واضحاً وضوح الشمس في كل مجالات العمل التي تولى مسؤولياتها، ولا أدل على ذلك من تلك النهضة الحضارية التي عاشتها وتعيشها العاصمة بتفاصيلها الدقيقة بعد أن تحولت الصحراء إلى مدينة عصرية تعج في جنباتها الحياة، بل أضحت مقصداً للقاصي والداني، ومعلماً رمزياً لوطن شامخ بسواعد وجهود قادته المخلصين، وسمو وزير الدفاع قادر دون شك على إحداث نقلة نوعية تضاف لرصيد التقدم المشهود في قواتنا المسلحة الباسلة التي يضرب لها ألف حساب، جاز لنا أن نفخر أننا قوم إذا مات فينا سيد قام سيد.
بقي أن أشير إلى أهمية تعاون الجميع لاستمرارية ما نعيشه من نهضة لنحقق أهدافها المشتركة؛ فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
اللواء ركن د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود -
مدير إدارة الثقافة والتعليم بالقوات المسلحة