حرَّم الإسلام تحريماً قاطعاً جميع الطرق الموصلة للكسب غير المشروع، ومما شدَّد الإسلام على تحريمه احتكار المواد الغذائية والتحكم بها وإيداعها المستودعات لتخزينها حتى تغلو أثمانها، فإذا نفدت من الأسواق سارع التاجر المحتكر بإخراجها وعرضها في الأسواق ليبيعها بالسعر الذي يفرضه على المستهلك.
ومن المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها في وقتنا الحالي السكر والشاي والحليب والطماطم والمعلبات المستوردة: الزيتون والقشطة والمربى وغيرها من المعلبات الأخرى، وفي إمكاننا الاستغناء عن هذه المعلبات لكننا لا نستطيع الاستغناء عن السكر والشاي واللحوم والرز والحليب وبخاصة حليب الأطفال، ويتبع غلاء هذه الأشياء غلاء الأدوية بجميع أنواعها سواء المصنّعة داخلياً أو المستوردة. ولا يفوتني هنا أن أذكر ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن المحتكر، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحتكر إلا خاطئ والخاطئ هو الآثم، ومما رواه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قول الرسول عليه الصلاة والسلام من احتكر طعاماً أربعين يوماً فقد برئ من الله وبرئ الله منه. وصحح هذا الحديث الشيخ أحمد شاكر وجود العراقي إسناده في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين. فاتقوا الله أيها التجار واحذروا الاحتكار.
الرياض