هناك روابط أساسية تؤثر في حياة المجتمع المسلم وتجعله يتميز عن غيره من المجتمعات. فكلما حافظ المجتمع على أكبر قدر من هذه الروابط أصبح متميزا وملفتا للانتباه وجاذباً لكل من عايش هذا المجتمع وهذا ما تحقق لأوائل المسلمين
حيث دخل كثير من الناس بالإسلام بالقدوة والمعاملة الطيبة الصادقة والتكافل الوفاء بالعهد ومكارم الأخلاق واحترام الجار ومساعدة الآخرين واحترام حقوقهم وعدم التعرض لأموالهم إلا بالحق واحترام النفس البشرية والتواصل والالتزام التي أوجبها الله على عباده سواء بين العبد وربه أو بين المسلم وأخيه المسلم أو بين المسلم ومجتمعه وكذلك مع المسلم وغير المسلم فالمجتمع المسلم يكاد يكون أكثر المجتمعات في العالم بالنسبة للعدد لكن أقل تأثيراً في هذا العالم والسبب وجود طائفة تدعي الإسلام ولهم معتقدات تخالف ما جاء به الإسلام وهؤلاء قد نبه عنهم الرسول حيث قال إن هذه الأمة تفترق على بضع وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة وهي من كان على ما كان عليه النبي وأصحابه ولازالت هذه الطائفة تنشر مذهبها في أرجاء العالم الإسلامي وغيرها بمعتقدات ذات طابع إسلامي في خارجها وأغلب الجيل الصاعد في المجتمعات الإسلامية لا يعرفون شيئا عنها وعن اتجاهاتها وهذه الطائفة معول تقويض للروابط الأساسية في المجتمعات المسلمة وزرع الفتن حيث بدأت هذه الروابط تتفكك بفعل هؤلاء الطائفة التي تنفق الأموال الطائلة في نشر هذه المعتقدات لأن هذه الأموال نوع من الاستثمار في هذا المعتقدات وقد أدرك اعداء الإسلام اتجاه هذه الطائفة التي أصبحت تنوب عنهم بل تتفوق عليهم في زرع الفتن في المجتمعات المسلمة وللمحافظة على الروابط الإساسية فلابد من تكثيف جهود العلماء من أجل تعرية مهذب هؤلاء وتوعية هذا الجيل الصاعد من المسلمين بما تضمنه التاريخ عن هذه الفئة والله سبحانه وتعالى ينصر عباده المتقين الداعين إلى الحق وإلى احترام حقوق الناس ودفع الظلم وعدم الاعتداء على النفس فنحن ولله الحمد في بلد الحرمين الشريفين في ضل حكومة أخذت على عاتقها أن يكون شرع الله منهجها ولا ترضى لأي كائن من كان المساس بهذا الدين أو بأمن الوطن فأسال الله القدير أن يديم عزها وأن يجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين والله الهادي للخير.
* جامعة الأمير سلطان